ما تفضل به سماحة آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله العالي في مصیبة شهادة فاطمةالزهرا علیه السلام
يجب خروج المواكب في مسيرات عزائية
ونحن على أعتاب الأيام الفاطمية المنتسبة للصديقة الكبرى عليها السلام ينبغي أن يكون موضوع البحث بيان مقام تلك الصديقة الكبرى.
إن فاطمة الزهراء ع هي جوهرة الوجود التي لم تعرف.
المهم معرفة فقه الحديث، فإن الإمام السادس الإمام الصادق ع يقول:
ومن الواضح أنه لا توجد كلمة أدل على العموم من كلمة الخلق ( لأن الخلق فطموا..)، ولا يوجد مخلوق من خلق الله الا وهو مفطوم عن معرفة مقامها وكنه عظمتها، لم يعرفها الا الله الذي خلقها ، وهي أيضاً عرفت الله تعالى،( قامت في محرابها حتى تورمت قدماها ) ، ولقد تحيرت ملائكة السماء من قيامها في محراب عبادتها،
هذا هو الاسم وهذا هو المسمى وكل منهما لا يدرك ولا يوصف.
كيف! ومبدأ وجودها من نور عظمة الله، وأما منتهى الوجود فهو أنه في ذلك الوقت الذي يقف فيه إمام الأمة إبراهيم الخليل ع عاجزاً (
هذا المبدأ وهذا المنتهى.
والأمر المهم إنه في ذلك الوقت في يوم القيامة الذي يقول فيها الأنبياء نفسي نفسي، هي عليها السلام تقول :
فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: يا حبيبتي وابنة حبيبي، سليني تعطي، واشفعي تشفعي، فوعزتي وجلالي لا جازني ظلم ظالم.
فتقول: إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي، ومحبي ومحبي ذريتي
هذا المبدأ وهذا المنتهى!
وظيفتنا في هذه الأيام أداء أجر الرسالة ، قال تعالى:
إن يوم رزيتها ويوم شهادتها هو يوم رزية النبي صلى الله عليه وآله ويوم شهادته، وإقامة العزاء في يوم مصيبتها هو إقامة للعزاء في يوم مصيبة نفس النبي الخاتم ص :
على جميع المواكب الخروج في هذه الأيام بمسيرات عزائية ليؤدوا حق النبي الخاتم صلى الله عليه وآله كما هو حقه، ولتضبط أسماؤهم وتسجل في دفتر المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام، وليعلموا أن أجرهم في يوم القيامة عند فاطمة الصديقة ع ؛ فإنها مظهر عفو الله تعالى ورحمته، ومفتاح القيامة الكبرى بيدها عليها السلام.
وظيفتنا إقامة العزاء بنحو يتناسب مع مقام خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله الذي لا يدرك ولا يوصف.
طوبى لأولئك الذين يخرجون في المواكب فإنهم يذخرون لأنفسهم أجراً بلا حساب .
هذا المبدأ ، وأما المنتهى، ففي ذلك اليوم الذي ينادي فيه الأنبياء نفسي نفسي فهي
الوحيدة التي تغيث شيعتها ومحبيها.
لذا على كل من يحب أن يكون أجره على فاطمة عند الموت فعليه أن يخدمها في هذه الأيام.
يتعين علينا جميعاً بذل ما بوسعنا في هذه الأيام وفي هذه المصيبة كما في مصيبة النبي الخاتم ص
عسى أن يكون ذلك بلسماً لقلب مولانا صاحب الزمان المتفجع على ذلك الضلع وما جرى عند ذلك الباب
ولست أدري خبر المسمارِ * سل صدرها خزانة الأسرارِ
على جميع المواكب الخروج خارجاً ، ويجب أن تكون كل سنة أشد وأعظم من السنة التي قبلها، فإن ذلك الذي ضرب على مفرق رأسه بذلك السيف المسموم فقال:
يا ليتها خرجت مع الزفراتِ
يجب لأجل تسلية قلب أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة المعصومين عليهم السلام وولي العصر عليه السلام خروج المواكب في مسيرات عزائية.
وإذ نقبل أقدامهم سوف نخرج (في عزائها) عسى ان تسجل اسماؤنا نحن المقصرون(المذنبون) في سجلها
سلامة القلب في ظلال السيدة الزهراء عليها السلام