وتختص الحرمة بما إذا حلف بهما أو بأحدهما على ما أخبر به دون ما إذا لم يكن كذلك كالحلف في مقام الاكرام ونحوه كقول المحرم : (لا والله لا تفعل ذلك) ويجوز الحلف بغيرالله تعالى .
ففي الصدق منه ثلاثا ولاءً فما زاد شاة فإن كفّر بعد الثلاث أو الزائد عليها ثم حلف ثلاثا فما زاد فعليه كفّارة أخرى ، ولا كفّارة فيما دون الثلاث ولا فيما إذا لم تكن الثلاث متوالية .
وفي الكذب منه مرة شاة ومرتين شاتان وثلاثا فما زاد بقرة ، ولو كفّر بعد كل موجب للكفّارة ثم حلف كاذبا فعليه الكفّارة على ما تقدم .
(۱) تنظيف الجسد ، وتقليم الاظفار ، وأخذ الشارب وإزالة الشعر من الابطين والعانة ، كل ذلك قبل الإحرام .
(۲) توفير شعر الرأس واللحية من أول ذي القعدة لمن أراد الحجّ ، وقبل شهر واحد لمن أراد العمرة المفردة .
وقال بعض الفقهاء بوجوب ذلك ، وهذا القول و إن كان ضعيفا إلاّ أنه أحوط .
(۳) الغسل للإحرام في الميقات ، ويصحّ من الحائض والنفساء أيضاً على الأظهر ، وإذا خاف عوز الماء في الميقات قدمه عليه ، فإن وجد الماء في الميقات أعاده ، وإذا اغتسل ثم أحدث بالاصغر ، أو أكل ما لا ينبغي أكله للمحرم ، أو لبس ما لا ينبغي لبسه له أعاد غسله ، ويجزئ الغسل نهارا إلى آخر الليلة الآتية ، ويجزئ الغسل ليلا إلى آخر النهار الاتي .
(۴) أن يدعو عند الغسل على ما ذكره الصدوق رحمه الله ويقول : «بِسْمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ اَللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي نوُراً وَ طَهوُراً وَ حِرْزاً وَ أَمْناً مِنْ كُلِّ خَوْف وَ شِفاءاً مِنْ كُلِّ داء وَ سُقْم اَللَّهُمَّ طَهِّرْنِي وَطَهِّرْ لِي قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي و أَجْرِ عَلَى لِسانِي مَحَبَّتَكَ وَ مِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ فَاِنَّهُ لاقُوَّةَ لِي إِلاّ بِكَ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ قِوامَ دِينِي التَّسْلِيمُ لاَِمْرِكَ وَالإِتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ» .
(۵) أن يدعو عند لبس ثوبي الإحرام ويقول : «اَلْحَمْدُلِلّهِ الَّذِي رَزَقَنِي ما أُوارِي بِهِ عَوْرَتِي وَ أُؤَدِّي بِهِ فَرْضِي وَأَعْبُدُ فِيهِ رَبِّي وَاَنْتَهِي فِيهِ إلى مَا أَمَرَنِي اَلْحَمْدُلِلّهِ الَّذِي قَصَدْتُهُ فَبَلَغَنِي وَأَرَدْتُهُ فَأَعَانَنِي وِقَبِلَنِي وَلَمْ يَقْطَعْ بِي وَ وَجْهَهُ أَرَدْتُ فَسَلَّمَنِي فَهُوَ حِصْنِي وَ كَهْفِي وَ حِرْزِي وَ ظَهْرِي وَ مَلاذِي وَ مَلْجَأي و رَجَائِي وَ مَنْجَاىَ وَ ذُخْرِي وَ عُدَّتِي فِي شِدَّتِي وَ رَخَائِي».
(۶) أن يكون ثوباه للإحرام من القطن .
(۷) أن يكون إحرامه بعد فريضة الظهر إلاّ للامام في إحرام الحجّ ، فإنه لا ينبغي له أن يصلي الظهر يوم التروية إلاّ بمنى ، فإن لم يتمكّن فبعد فريضة أخرى .
وإلا فبعد ركعتين أو ست ركعات من النوافل ، والست أفضل ، يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة التوحيد وفي الثانية الفاتحة وسورة الجحد فإذا فرغ حمد الله وأثنى عليه ، و صلى على النبي وآله ، ثم يقول :
«اَللّهُمَّ اِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنِ اسْتَجَابَ لَكَ و آمَنَ بِوَعْدِكَ وَ اتَّبَعَ أَمْرَكَ فَإِنِّي عَبْدُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ لا أُوْقِي اِلاّ مَا وَقَيْتَ وَ لا آخُذُ اِلاّ مَا اَعْطَيْتَ وَ قَدْ ذَكَرْتَ الْحَجَّ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَعْزِمَ لِي عَلَيْهِ عَلَى كِتَابِكَ وَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ (صَلواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَ تُقَوِّيَنِي عَلَى مَا ضَعُفْتُ عَنْهُ وَ تُسَلِّمَ مِنِّى مَنَاسِكِى فِي يُسْر مِنْكَ وَ عَافِيَة وَاجْعَلنِي مِنْ وَفْدِكَ الَّذِى رَضِيتَ وَ ارْتَضَيْتَ وَ سَمَّيْتَ وَ كَتَبْتَ اَللَّهُمَّ إِنِّي خَرَجتُ مِنْ شُقَّة بَعِيدَة وَ أَنْفَقْتُ مَالِي ابْتِغَاءَ مَرْضاتِكَ اَللَّهُمَّ فَتَمِّمْ لِي حَجَّتِي وَ عُمْرَتِي اَللّهُمَّ إنِّي اُرِيدُ الَّتمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ إلَى الْحَجِّ عَلَى كِتابِكَ وَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ (صَلواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فَإِنْ عَرَضَ لِي عَارِضٌ يَحْبِسُنِي فَحِلَّنِى (فَخَلِّنِي خ. ل) حَيْثُ حَبَسْتَنِي لِقَدَرِكَ الَّذِي قَدَّرْتَ عَلَىَّ اَللَّهُمَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ حَجَّةً فَعُمْرَةٌ أَحْرَمَ لَكَ شَعْرِي وَ بَشَرِي وَ لَحْمِي وَ دَمِي وَ عِظَامِي وَ مُخِّي وَ عَصَبِي مِنَ النِّساءِ وَ الثِّيَابِ وَ الطِّيبِ أَبتَغِي بِذلِكَ وَجْهَكَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ».
ولو أحرم بغير غسل أو صلاة تدارك ما تركه وأعاد الإحرام .
(۸) التلفظ بنية الإحرام مقارنا للتلبية .
(۹) رفع الصوت بالتلبية للرجال . و رفع الصوت بالتلبية للمحرم بالحجّ إذا أشرف على الابطح حتي يأتي منى .
(۱۰) أن يقول بعد قوله في تلبيته: «لَبَّيْكَ أَللّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ» :
«اِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَكَ وَ الْمُلْكَ لاشَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجِ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ داعِياً إلَى دَارِ السَّلامِ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ غَفَّارَ الذُّنُوبِ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ اَهْلَ التَّلْبِيَةِ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ ذَا الْجَلالِ وَالإْكْرامِ، لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ تُبْدِىءُ وَ الْمَعادُ إلَيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ تَسْتَغْنِي وَيُفْتَقَرُ إلَيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ مَرْهُوباً وَ مَرْغُوباً إلَيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ إلَهَ الْحَقِّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذَا النَّعْمَاءِ وَ الْفَضْلِ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ كَشََّافَ الْكُرَبِ الْعِظامِ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدَيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ يَا كَرِيمُ لَبَّيْكَ»
ويستحب أن يقول ذلك بعد كل صلاة فريضة ونافلة ، وحين ينهض به بعيره ، وعند كل علو وهبوط ، وإذا لقى راكبا أو استيقظ من منامه ، وبالاسحار .
ثم يقول في عمرة التمتع على ما قاله الصدوق (رحمه الله) : «لَبَّيْكَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد (صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِه) لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ بِحَجَّة وَ عُمْرَة مَعَاً لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ فَهَذِهِ مُتْعَةُ عُمْرَة إِلَى الحَجِّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ تَمَامُها وَ بَلاغُهَا عَلَيْكَ لَبَّيْكَ»
(۱۱) تكرار التلبية في إحرام سبعين مرة ، فعن أبي جعفر (عليه السلام)أنه قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من لبّى في إحرامه سبعين مرة إيماناً واحتساباً أشهدالله له ألف ألف ملك ببراءة من النار وبراءة من النفاق) .
ويستحب الاجهار بالتلبية عند الركوب والنزول ، وعند كل علو وهبوط ، وعند ملاقاة الراكب ، وبالاسحار و يستحب على كل حال إكثارها ولو كان جنبا أو حائضا .
وقد ذكرنا زمان قطع التلبية في المسألة (۱۸۳) .
(۱) الإحرام في ثوب أسود ، بل الأحوط ترك ذلك ، والافضل الإحرام في ثوب أبيض .
(۲) النوم على الفراش الاصفر ، وعلى الوسادة الصفراء .
(۳) الإحرام في الثياب الوسخة ، ولو وسخت حال الإحرام فالأولى أن لا يغسلها مادام محرماً ، ولا بأس بتبديلها .
(۴) الإحرام في الثياب المعلّمة ، أي التي جعل لها علم من طراز ونحوه كالخطوط .
(۵) استعمال الحناء قبل الإحرام إذا كان أثره باقيا إلى وقت الإحرام .
(۶) دخول الحمام ، والأولى ، بل الأحوط أن لا يدلك المحرم جسده .
(۷) تلبية من يناديه ، بل الأحوط ترك ذلك .
(۸) لبس ما يشهره بين الناس .
(۹) استعمال الرياحين التي ليست بطيب عرفا .
(۱۰) الاحتباء ، وهو ضم الانسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعها به مع ظهره ويشده عليها ، كما في اللغة .
(۱۱) رواية الشعر وإن كان حقا .
بل الأحوط تركه وإن كان مستورا ، ولا يجب نزع ما كان عليها من الحلي قبل إحرامها مما كانت تلبسه في بيتها ، فلا مانع من إحرامها فيه ولكنها لا تظهره للرجال وإن كانوا من محارمها .
(۱) النزول من المركوب عند وصول الحرم والاغتسال لدخوله .
(۲) خلع نعليه عند دخول الحرم وأخذهما بيده تواضعاً وخشوعاً لله سبحانه .
(۳) أن يدعو بهذا الدعاء عند دخول الحرم : «اَللَّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ الْمُنْزَلِ وَقَوْلُكُ الْحَقُّ وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِر يَأتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق اَللَّهُمَّ وَإنِّي أَرْجُو أنْ أكُونَ مِمَّنْ أَجَابَ دَعْوَتَكَ وَ قَد جِئْتُ مِنْ شُقَّة بَعِيدَة وَفَجٍّ عَمِيق سَامِعاً لِنِدائِكَ وَ مُسْتَجِيباً لَكَ مُطِيعاً لاَِمْرِكَ وَكُلُّ ذلِكَ بِفَضْلِكَ عَلَىَّ وَ إِحْسانِكَ إِلَىَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا وَفَّقْتَنِي لَهُ أَبْتَغِي بِذَلِكَ الزُّلْفَةَ عِنْدَكَ وَالْقُرْبَةَ إِلَيْكَ وَ الْمَنْزِلَةَ لَدَيْكَ وَالْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِي وَالتَّوْبَةَ عَلَىَّ مِنْها بِمَنِّكَ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد وَحَرِّمْ بَدَنِي عَلَىَ النَّارِ وَ آمِنّي مِنْ عَذابِكَ وَ عِقابِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ».
(۴) مضغ شيئ من الاذخر عند دخوله الحرم .
وإذا أزال المحرم الشعر النابت تحت إبطيه أو أحدهما بالحلق أو النتف أو بغيرهما متعمدا فعليه شاة ، و إن فعل ذلك ناسيا أو جاهلاً فلا شيء عليه ، وفي ثبوتها إذا حلق بعض رأسه أو أزال الشعر من بعض إبطه إشكال .
وإن أزال شيئاً من شعر لحيته أو غيرها فعليه أن يطعم مسكينا بكف من الطعام ، ولا كفّارة في حلق المحرم رأس غيره محرما كان أو محلا .
ويستحب أن يكون حال دخول المسجد حافيا على سكينة ووقار وخشوع ، وأن يكون دخوله من باب بني شيبة ، وهذا الباب وإن جهل فعلاً من جهة توسعة المسجد إلاّ أنه قال بعضهم إنه كان بإزاء باب السلام .
فالأولى الدخول من باب السلام ، ثم يأتي مستقيما إلى أن يتجاوز الاسطوانات .
ويستحب أن يقف على باب المسجد ويقول : «اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ بِسْمِ اللّهِ وَ باللّهِ وَ مِنَ اللّهِ وَ مَا شَاءَ اللّهُ وَ اَلسَّلامُ عَلىَ أَنبِياءِ اللّهِ وَ رَسُلِهِ وَ اَلسَّلامُ عَلىَ رَسُوْلِ اللّهِ وَالسَّلامُ عَلىَ إِبْراهِيمَ (خَلِيلِ اللّهِ) وَ الحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».
ثم يدخل المسجد متوجها إلى الكعبة رافعا يديه إلى السماء ويقول : «اَللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ فِي مَقَامِي هَذا وَ فِي أَوَّلِ مَناسِكِي أنْ تَقْبَلَ تَوْبَتِي وَ أَنْ تَجَاوَزَ عَن خَطِيئَتِي وَ تَضَعَ عَنِّي وِزْرِي اَلْحَمْدُلِلّهِ الَّذِي بَلَّغَنِي بَيْتَهُ الحَرامَ اَللَّهُمَّ إنّى اُشْهِدُكَ أَنَّ هَذا بَيْتُكَ الحَرامُ الَّذِي جَعَلْتَهُ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً مُبَارَكاً وَ هُدًى لِلْعَالَمِينَ اَللَّهُمَّ إِنّى عَبْدُكَ وَالْبَلَدُ بَلَدُكَ وَ الْبَيْتُ بَيْتُكَ جِئْتُ أَطْلُبُ رَحْمَتَكَ وَ أَؤُمُّ طَاعَتَكَ مُطِيعَاً لأَِمْرِكَ رَاضِياً بِقَدَرِكَ أسْأَلُكَ مَسأَلَةَ الْمُضْطَرِّ (الْفَقِيرِ) إِلَيْكَ الْخائِفِ لِعُقُوبَتِكَ اَللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوابَ رَحْمَتِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَمَرْضاتِكَ»
وفي رواية أخرى يقف على باب المسجد ويقول : «بِسْمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ مِنَ اللّهِ وَ ما شاءَ اللّهُ وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللّهِ (صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ خَيْرُ الاَسْماءِ لِلّهِ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ وَ السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ (صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) اَلسَّلامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللّهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النَّبِىُّ وَ َرحْمَةُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَى أَنْبِياءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ اَلسَّلامُ عَلَى إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمنِ اَلسَّلامُ عَلَى المُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُلِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اَلسَّلامُ عَلَيْنا وَ عَلَى عِبادِ اللّهِ الصّالِحِينَ اَلْلَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد وَ بَارِكْ عَلىَ مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيتَ وَ بَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى اِبْراهِيمَ وَ آلِ اِبْراهِيمَ اِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ عَلَى اِبْراهِيمَ خَليلِكَ وَ عَلَى أَنْبِياءِكَ وَ رُسُلِكَ وَ سَلِّمْ عَلَيْهِم وَ سَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ وَ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اَلْلَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوابَ رَحْمَتِكَ وَ اسْتَعْمِلْنِي فِي طاعَتِكَ وَ مَرْضاتِكَ وَ احْفَظْنِي بِحِفْظِ الإِيمانِ اَبَداً ما اَبْقَيْتَنِي جَلَّ ثَناءُ وَجْهِكَ الْحَمْدُلِلّهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ وَفْدِهِ وَزُوّارِهِ وَ جَعَلَنِي مِمَّنْ يَعْمُرُ مَساجِدَهُ وَ جَعَلَنِي مِمَّن يُناجِيهِ اَلْلَّهُمَّ إنِّى عَبْدُكَ وَ زائِرُكَ فِي بَيْتِكَ وَ عَلَى كّلِّ مَأْتِيِّ حَقٍّ لِمَنْ أَتاهُ وَزارَهُ وَ أَنْتَ خَيْرُ مَأْتِيٍّ وَ أَكْرَمُ مَزُور فَأسْأَلُكَ يا اَللّهُ يا رَحْمنُ وَ بِأَنَّكَ واحِدٌ اَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَ لَمْ تُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ (لَكَ) كُفُواً أَحَدٌ وَ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولِكَ صَلِّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ يا جَوادُ يا كَريمُ يا ماجِدُ يا جَبّارُ يا كَريمُ أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ اِيَّاىَ بِزِيارَتِي اِيّاكَ اَوَّلَ شَىْء تُعْطِينِي فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ».
ثم يقول ثلاثا : «اَللّهُمَّ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ».
ثم يقول : «وَ أَوسِعْ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ وَادْرَأ عَنِّي شَرَّ شَياطِينِ الإِنْسِ وَ الْجِنِّ وَشَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ».
ويستحب عندما يحاذي الحجر الاسود أن يقول : «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ آمَنْتُ بِاللّهِ وَ كَفَرْتُ بِالطاغُوتِ وَ بِاللاَّتِ و الْعُزَّى وَبِعِبادَةِ الشَّيْطانِ و بِعِبادَةِ كُلِّ نِدٍّ يُدْعىَ مِنْ دُونِ اللّهِ».
ثم يذهب إلى الحجر الاسود ويستلمه ويقول : «الْحَمْدُلِلّهِ الَّذِي هَدانَا لِهذا وَ مَا كُنّا لِنَهْتَدِىَ لَولا أنْ هَدانَا اللّهُ سُبْحانَ اللّهِ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ وَ لا اِلهَ الاَّ اللّهُ وَ اللّهُ اَكْبَرُ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِهِ و أَكْبَرُ مِمَّا أَخْشَى و أَحْذَرُ وَ لا اِلهَ اِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِى وَ يُمِيتُ وَ يُمِيتُ وَ يُحْيِى بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ».
ويصلي على محمد وآل محمد ، ويسلم على الانبياء كما كان يصلي ، ويسلم عند دخوله المسجد الحرام ، ثم يقول : «اَللّهُمَّ إِنِّي أُؤْمِنُ بِوَعْدِكَ وَأُوفِي بِعَهْدِكَ».
وفي الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا دنوت من الحجر الاسود فارفع يديك واحمد الله وأثن عليه وصل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)واسأل الله أن يتقبل منك ، ثم استلم الحجر وقبّله ، فإن لم تستطع أن تقبّله فاستلمه بيدك فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه وقل : اَللّهُمَّ أمَانَتِي أَدَّيْتُها وَ مِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بالْمُوَافَاةِ اَللّهُمَّ تَصْدِيقاً بِكِتابِكَ و عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْه وَ آلِهِ أَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ اِلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ آمَنْتُ بِاللّهِ وَ كَفَرْتُ بِالجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ وَ بِالْلاّتِ وَ الْعُزَّى وَ عِبادَةِ الشَّيْطانِ وَ عِبادَةِ كُلِّ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللّهِ.
فإن لم تستطع أن تقول هذا فبعضه ، وقل : «اَللَّهُمَّ إِلَيْكَ بَسَطْتُ يَدِي وَ فِيما عِندَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتي فَاقْبَلْ سَبْحَتِي وَ اغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي اَللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ و الفَقْرِ وَ مَواقِفِ الخِزْيِ فِي الدُّنْيا وَ الآخِرَةِ».
وكلما انتهيت إلى باب الكعبة فصل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الاسود : «رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النَّارِ».
وقل في الطواف : «اَللَّهُمَّ إنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ، وَ إنِّي خائِفٌ مَسْتَجِيْرٌ فَلا تُغَيِّرْ جِسْمِى وَ لاتُبَدِّلْ اِسْمِي».
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا بلغ الحجر قبل أن يبلغ الميزاب يرفع رأسه ، ثم يقول : اَللَّهُمَّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَ أَجِرْنِي بِرَحْمَتِكَ مِنَ النَّارِ وَ عافِنِي مِنَ السُّقْمِ وَ أَوْسِعْ عَلَىَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ وَ ادْرَأْ عَنِّى شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الإنْسِ وَ شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ».
وفي الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أنه لما انتهى إلى ظهر الكعبة حين يجوز الحجر قال : «يا ذَا المَنِّ وَ الطَّوْلِ وَ الجُوْدِ و الْكَرَمِ إنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي وَ تَقَبَّلْهُ مِنِّى إنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».
وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه لما صار بحذاء الركن اليماني قام فرفع يديه ثم قال : «يا اللّهُ يا وَلِيَّ الْعَافِيَةِ وَ يا خالِقَ العَافِيَةِ وَ يا رَازِقَ الْعَافِيَةِ وَ الْمُنْعِمَ بالْعَافِيَةِ وَ الْمَنّانَ بالعَافِيَةِ وَ الْمـُتَفَضِّلَ بَالْعَافِيَةِ عَلىَّ وَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَ الآخِرَةِ وَ رَحِيمَهُما صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد وَ ارْزُقْنا العَافِيَةَ وَ دَوَامَ العَافِيَةِ وَ تَمامَ العَافِيَةِ و شُكْرَ العَافِيَةِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».
وفي الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا فرغت من طوافك وبلغت مؤخر الكعبة وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على البيت والصق بطنك (بدنك) وخدك بالبيت وقل : «اَللَّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ وَ الْعَبْدُ عَبْدُكَ وَ هَذا مَكانُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ».
ثم أقر لربك بما عملت ، فإنه ليس من عبد مؤمن يقرّ لربه بذنوبه في هذا المكان إلاّ غفر الله له إن شاء الله ، وتقول : «اَللَّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوْحُ وَ الفَرَجُ وَ العَافِيَةُ اَللَّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي وَاغْفِرْ لِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّى وَ خَفِىَ عَلَى خَلْقِكَ».
ثم تستجير بالله من النار وتخير لنفسك من الدعاء ، ثم استلم الركن اليماني ثم إئت الحجر الاسود .
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : ثم استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الاسود واختم به وتقول : «اَللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَنِى وَ بَارِكْ لِي فِيَما آتَيْتَنِي».
ومن جملة ما يستحب للطائف ما يلي :
(۱) استلام الأركان كلها في كل شوط ، ويتأكد استحباب استلام الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر وتقبيلهما ووضع الخد عليهما ، والدعاء عند الركن اليماني .
(۲) التزام المستجار في الشوط السابع .
(۳) أن يقول عند استلام الحجر الاسود : «أمَانَتِي أدَّيْتُهَا وَ مِيْثاقِى تَعاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالمُوافَاةِ».
(۴) تكرار الطواف ، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : إن الله تبارك وتعالى جعل حول الكعبة عشرين ومائة رحمة ، منها ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين .
(۵) الطواف حين تزول الشمس حاسرا عن رأسه ، حافيا يقارب بين خُطاه ويغضّ بصره ويستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذي أحداً ولا يقطع ذكر الله عن لسانه .
(۶) الطواف بالليل والنهار عشرة أسابيع ، ثلاثة أول الليل وثلاثة آخر الليل واثنين إذا اصبح واثنين بعد الظهر .
(۷) إحصاء طوافه في كل يوم وليلة .
(۸) أن يطوف الحاج ثلاثمأة وستين أسبوعا على عدد أيّام السنة ، وإن لم يستطع فثلاثمأة وستين شوطا .
ويستحب كثرة الطواف وحفظ متاع مَن ذهب للطواف .
ويستحب ان يدعو بهذا الدعاء بعد ركعتي طواف الفريضة: «اَللّهُمَّ ارْحَمْنِي بِطَواعِيْتِي إيّاكَ وَ طَواعِيْتِي رَسُولَكَ (صَلَّى الله عَليْهِ وَ آلِهِ) اَللّهُمَّ جَنِّبْنِي أنْ أَتَعَدَّى حُدُودَكَ وَ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِبُّكَ وَ يُحِبُّ رَسُولَكَ وَ مَلائِكَتَكَ وَ عِبادَكَ الصَّالِحِينَ».
ويستحب ان يشرب من ماء (زمزم) قبل أن يخرج إلى (الصفا) ويقول : «اللّهُمَ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً وَ رِزْقاً واسِعاً وَ شِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَ سُقْم».
وإن أمكنه أتي (زمزم) بعد صلاة الطواف وأخذ منه ذنوبا أو ذنوبين ، فيشرب منه ، ويصب الماء على رأسه وظهره وبطنه ، ويقول : «اللّهُمَ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً وَ رِزْقاً واسِعاً وَ شِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَ سُقْم».
ثم يأتي الحجر الاسود فيخرج منه إلى الصفا .
ثم يصلي على محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يقول : ثلاث مرات : «اَللّهُ اَكْبَرُ عَلَى ما هَدَانا وَ الْحَمْدُلِلّهِ عَلَى مَا أَوْلانا وَ الْحَمْدُلِلّهِ الْحَىِّ القَيُّومِ وَالْحَمْدُلِلّهِ الْحَىِّ الدَّائِمِ».
ثم يقول ثلاث مرات : «أَشْهَدُ أنْ لا اِلَهَ اِلاّ اللّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ لانَعْبُدُ الاّ إيّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ».
ثم يقول ثلاث مرات : «أللَّهُمَّ إنِّى أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِيَةَ وَ اليَقيْنَ فِي الدُّنْيا وَ الآخِرَةِ».
ثم يقول ثلاث مرات : «أللَّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ».
ثم يقول «اَللّهُ أكْبَرُ» مائة مرة ، و «لا إلهَ إلاَّ اللهُ» مائة مرة ، و «اَلْحَمدُلِلّهِ» مائة مرة ، و «سُبْحانَ اللّهِ» مائة مرة ، ثم يقول : «لا إِلَهَ إِلاّ اللّهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَ نَصَرَ عَبْدهُ وَ غَلَبَ الأحْزابَ وَحْدَهُ فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أللَّهُمَّ بارِكْ لِي فِي الْمَوْتِ وَ فِيما بَعْدَ الْمَوْتِ أللَّهُمَّ إِنِّى أعُوذُ بِكَ مِنْ ظُلْمَةِ القَبْرِ وَ وَحْشَتِهِ. أللَّهُمَّ اَظِلَّنِي فِي ظِلِّ عَرْشِكَ يَومَ لاظِلَّ إلاّ ظِلُّكَ».
ويستودع الله دينه ونفسه وأهله كثيرا ، فيقول : «أسْتَوْدِعُ اللّهَ الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ الَّذِي لاتَضِيعُ وَدَائِعُهُ دِيْنِي وَ نَفْسِي وَ أَهْلي اَللَّهمَّ اسْتَعْمِلْنِي عَلَى كِتابِكَ وَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ وَتَوَفَّنِيِ عَلَى مِلَّتِهِ وَ أَعِذْنِي مِنَ الفِتْنَةِ».
ثم يقول : «اَللّهُ أكْبَرُ» ثلاث مرات ، ثم يعيدها مرتين ثم يكبر واحدة ، ثم يعيدها ، فان لم يستطع هذا فبعضه .
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : أنه إذا صعد (الصفا) استقبل الكعبة ، ثم يرفع يديه ، ثم يقول : «أللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذنْب أَذْنَبْتُهُ قَطُّ فَإنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلىَّ بِالمَغْفِرَةِ فَإنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ أللَّهُمَّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ فَإنَّكَ إنْ تَفعَلْ بي ما أَنتَ أَهلُهُ تَرْحَمْنِي وَ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنْتَ غَنِىٌ عَنْ عَذابِي وَ أنَا مُحْتاجٌ إلى رَحْمَتِكَ فَيا مَنْ أَنَا مُحْتاجٌ إلى رَحْمَتِهِ ارْحَمْنِيِ أللَّهُمَّ لاتَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ فإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهلُهُ تُعَذِّبْنِي وَ لَمْ تَظْلِمْنِي أصْبَحْتُ أَتَّقِي عَدْلَكَ وَ لا أَخافُ جَوْرَكَ فَيا مَنْ هُوَ عَدْلٌ لا يَجُورُ ارْحَمْنِي».
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) إن أردت أن يكثر مالك فأكثر من الوقوف على (الصفا) ويستحب أن يسعى ماشيا وأن يمشي مع سكينة ووقار حتى يأتي محل المنارة الأولى فيهرول إلى محل المنارة الاخرى ، ثم يمشي مع سكينة ووقار حتى يصعد على المروة فيصنع عليها كما صنع على (الصفا) ويرجع من المروة إلى الصفا على هذا النهج ، وإذا كان راكبا أسرع فيما بين المنارتين و ينبغي أن يجدّ في البكاء ، ويدعو الله كثيرا ، ولا هرولة على النساء ، ويستحب أن يكون على طهارة من الحدث الاكبر والاصغر .
ثم يذهب إلى منى بسكينة ووقار مشتغلا بذكر الله سبحانه ، فإذا وصل إليها قال : «الْحَمْدُ للّهِ الَّذِي أَقْدَمَنِيها صَالِحاً فِي عافِيَة وَ بَلَّغَنِي هذَا الْمَكانَ».
ثم يقول : «أللَّهُمَّ هذِهِ مِنى وَ هذِهِ مِمّا مَنَنْتَ بِها عَلَيْنا مِنَ الْمَناسِكِ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيْنا بِما مَنَنْتَ بِهِ عَلَى أنْبِيائِكَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ».
ويستحب له المبيت في منى ليلة عرفة ، يقضيها في طاعة الله تبارك وتعالى ، والافضل أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في مسجد الخيف ، فإذا صلى الفجر عقّب إلى طلوع الشمس ثم يذهب إلى عرفات ، ولا بأس بخروجه من منى بعد طلوع الفجر .
والأولى ، بل الأحوط أن لا يتجاوز وادي محسر قبل طلوع الشمس ، ويكره خروجه منها قبل الفجر ، فإذا توجه إلى عرفات قال : «أللَّهُمَّ إِلَيْكَ صَمَدْتُ وَ إِيّاكَ اعْتَمَدْتُ وَ وَجْهَكَ أرَدْتُ فَأَسْأَلُكَ أنْ تُبارِكَ لِي فِي رِحْلَتي و أَنْ تَقْضِىَ لِي حَاجَتِي وَ أَنْ تَجْعَلَنِي الْيَوْمَ مِمَّنْ تُباهِي بِهِ مَنْ هُوَ أَفضَلُ مِنِّى».
ثم يلبّي إلى أن يصل إلى عرفات .
(۱) الطهارة حال الوقوف .
(۲) الغسل عند الزوال .
(۳) تفريغ النفس للدعاء والتوجه إلى الله .
(۴) الوقوف بسفح الجبل في ميسرته .
(۵) الجمع بين صلاتي الظهرين بأذان وإقامتين .
(۶) الدعاء بما تيسر من المأثور وغيره . والافضل المأثور :
فمن ذلك دعاء الحسين (عليه السلام) ، ودعاء ولده الامام زين العابدين (عليه السلام) .
ومنه ما في صحيحة معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال : إنّما تعجل الصلاة وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء ، فإنه يوم دعاء ومسألة ثم تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار ، فاحمد الله ، وهلله ومجده وأثن عليه ، وكبره مائة مرة .
وأحمده مائة مرة ، وسبحه مائة مرة وأقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ، وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت واجتهد ، فإنه يوم دعاء ومسألة ، وتعوذ بالله من الشيطان فإن الشيطان لن يذهلك في موطن قط أحب إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن ، وإياك أن تشتغل بالنظر إلى الناس ، وأقبل قبل نفسك ، وليكن فيما تقول : «أَللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ فَلا تَجْعَلْنِي مِنْ أَخْيَبِ وَ فْدِكَ و أرْحَمْ مَسِيرِي إِلَيْكَ مِنَ الْفَجِّ العَمِيْقِ». وليكن ، فيما تقول: «أللَّهُمَّ رَبَّ المَشاعِرِ كُلِّها فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَ أوْسِعْ عَلىَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ وَ أدْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَ الإِنْسِ».
وتقول: «أللَّهُمَّ لاتَمْكُرْ بي وَ لاتَخْدَعْني وَ لاتَسْتَدْرِجْنِي».
وتقول: «أللَّهُمَّ إِنَّي أَسْأَلُكَ بِحَوْلِكَ وَ جُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ مَنِّكَ وَ فَضْلِكَ يَا أسْمَعَ السّامِعِينَ وَ يَا أَبصَرَ النّاظِرِينَ وَ يا أسْرَعَ الحَاسِبِينَ وَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أنْ تُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد وَ أَنْ تَفْعَلَ بِي كَذا و كَذا». وتذكر حوائجك .
وليكن فيما تقول وأنت رافع رأسك إلى السماء : «أللَّهُمَّ حَاجَتْي إِلَيْكَ اَلَّتِي إنْ أَعْطَيتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي مَا مَنَعْتَنِي وَ الَّتِي إنْ مَنَعْتَنِيهَا لَمْ يَنْفَعْنِي مَا أَعْطَيْتَنِي أسْأَلُكَ خَلاصَ رَقَبَتْيِ مِنَ النَّارِ».
(وليكن فيما تقول) : «أللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ مِلْكُ يَدِكَ نَاصَيَتِي بِيَدِكَ وَ اَجَلي بِعِلْمِكَ أَسْأَلُكَ اَنْ تُوَفِّقَنِي لِمَا يُرْضِيكَ عَنِّي وَاَنْ تُسَلِّمَ مِنِّي مَنَاسِكِىَ الَّتِي اَرَيْتَهَا خَلِيلَكَ اِبْراهِيمَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهَا نَبِيَّكَ مُحَمَّداً (صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ).
وليكن فيما تقول : «اَللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ وَأطَلْتَ عُمْرَهُ وأحْيَيْتَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ حَياةً طَيِّبَةً».
ومن الادعية المأثورة ما علّمه رسول الله صلى الله عليه وآله عليّاً (عليه السلام) على ما رواه معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : فتقول : «لا إِلَهَ إلاَّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ويُمِيتُ وَيُحيِيْ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدَيرٌ اَللَّهُمَّ لَكَ صَلاتِي وَدِينِي ومَحْيَاىَ وَمَماتِي وَلَكَ تُراثِي وَبِكَ حَوْلِي وَمِنْكَ قُوَّتِي أَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوْذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ وَمِنْ وَسْواسِ الصَّدْرِ وَمِنْ شَتاتِ الأَمْرِ وَمِنْ عَذابِ النّارِ ومِنْ عَذابِ الْقَبْرِ أللَّهِمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ ما تَأْتِي بِهِ الرِّياحُ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَأْتِيْ بِهِ الرِّياحُ وَأسْأَلُكَ خَيْرَ اللَّيلِ وخَيْرَ النَّهار».
ومن تلك الادعية ما رواه عبد الله بن ميمون ، قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وقف بعرفات فلما همت الشمس أن تغيب قبل أن تندفع قال : «أللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ وَمِنْ تَشَتُّتِ الأَمْرِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَحْدُثُ بِالْلِّيْلِ وَالنَّهارِ أَمْسَى ظُلْمِي مُسْتَجِيراً بِعَفْوِكَ وَأمْسَى خَوْفِي مُسْتَجِيراً بِأَمانِكَ وَأَمْسَى ذُلِّي مُسْتَجِيراً بِوَجْهِكَ الْباقِي يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَ يَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى جَلِّلْنِي بِرَحْمَتِكَ وَأَلْبِسْنِي عافِيَتَكَ وَاصْرِفْ عَنِّيِ شَرَّ جَمِيْعِ خَلْقِكَ».
وروى أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا غربت الشمس يوم عرفة فقل : «اَللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ هذا المَوْقِفِ وَارْزُقْنِيهِ (مِنْ قابِل) أبَداً ما أَبْقَيْتَنِي وَاقْلِبْنِي الْيَوْمَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً لِي مَرْحُوماً مَغْفُوراً لِي بِأفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ الْيَوْمَ أحَدٌ مِنْ وَفدِكَ وَحُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ وَاجْعَلْنِي الْيَوْمَ مِنْ أكْرَمِ وَفْدِكَ عَلَيْكَ وَأعْطِنِي أفْضَلَ ما أعْطَيْتَ أحَدَاً مِنْهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَبارِكْ لَهُمْ فِيَّ».
وروي أيضاً عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال : إذا أتيت الموقف فاستقبل البيت وسبح الله مائة مرة ، وكبر الله مائة مرة ، وتقول : «ماشاءَاللّهُ لا قُوَّةَ اِلاّ بِاللّهِ» وتقول : «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمِيْتُ وَيُحيِي بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ» مائة مرة ثم تقرأ عشر آيات من أول سورة البقرة ، ثم تقرأ : «قُلْ هُوَ اللّهُ اَحَدٌ» ثلاث مرات وتقرأ آية الكرسي حتى تفرغ منها ، ثم تقرأ آية السخرة :«إنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمواتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّام ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً». إلى آخر الآية ، ثم تقرا : «قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» و «قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الناسِ» حتى تفرغ منهما ثم تحمد الله عزوجل على كل نعمة ما أنعم عليك من أهل ومال ، وتحمد الله تعالى على ما أبلاك ، وتقول : «اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى نَعْمائِكَ الَّتِي لا تُحْصَى بِعَدَد وَلا تُكافَأُ بِعَمَل». وتحمده بكل آية ذكر فيها الحمد لنفسه في القرآن ، وتسبحه بكل تسبيح ذكر به نفسه في القرآن ، وتكبره بكل تكبير كبر به نفسه في القرآن ، وتهلله بكل تهليل هلل به نفسه في القرآن ، وتصلي على محمد وآل محمد وتكثر منه وتجتهد فيه ، وتدعو الله عزوجل بكل اسم سمى به نفسه في القرآن ، وبكل اسم تحسنه وتدعوه بأسمائه التي في آخر الحشر وتقول : «أَسْأَلُكَ يا اَللهُ يا رَحْمنُ بِكُلِّ اسْم هُوَ لَكَ، وَأَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِجَمِيْعِ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَبجَمْعِكَ وَبِأَرْكانِكَ كُلِّها وَبِحَقِّ رَسُولِكَ صَلَواتُ اللهُ عَلَيْهِ وَبِاسْمِكَ الأكْبَرِ الأَكْبَرِ وَبإسْمِكَ الْعَظِيْمِ الَّذِيَ مَنْ دَعاكَ بِهِ كانَ حَقّاً عَلَيْكَ أَنْ لا تَخِيبَهُ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الَّذِي مَنْ دَعاكَ بِهِ كانَ حَقّاً عَلَيْكَ أَنْ لا تَرُدَّهُ وَأَنْ تُعْطِيَهُ ما سَأَلَ أَنْ تَغْفِرَ لِي جَمِيْعَ ذُنُوبِي فِي جَمِيعِ عِلْمِكَ فِيِّ». وتسأل الله حاجتك كلها من أمر الاخرة والدنيا وترغب إليه في الوفادة في المستقبل في كل عام ، وسأل الله الجنة سبعين مرة ، وتتوب إليه سبعين مرة ، وليكن من دعائك : «اَللَّهُمَّ فُكَّنِيْ مِنَ النَّارِ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الطَّيِّبِ وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالإنْسِ وَشرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ».
فإن نفد هذا الدعاء ولم تغرب الشمس فأعده من أوله إلى آخره ، ولا تمل من الدعاء والتضرع والمسألة .
(۱) الافاضة من عرفات على سكينة ووقار مستغفرا فإذا انتهى إلى الكثيب الاحمر عن يمين الطريق يقول : «اَللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي وَزِدْ فِي عَمَلِي وَسَلِّمْ لِي دِينِي وَتَقبَّلْ مَناسِكِي».
(۲) الاقتصاد في السير .
(۳) تأخير العشائين إلى المزدلفة والجمع بينهما بأذان وإقامتين وإن ذهب ثلث الليل .
(۴) نزول بطن الوادي عن يمين الطريق قريبا من المشعر ويستحب للصرورة وطئ المشعر برجله .
(۵) إحياء تلك الليلة بالعبادة والدعاء بالمأثور وغيره .
ومن المأثور أن يقول : «اَللَّهُمَّ هذِهِ جَمْع اَللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكُ أنْ تَجْمَعَ لِي فِيها جَوامِعَ الْخَيْرِ اَللَّهُمَّ لا تُؤْيِسْنِي مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي سَألْتُكَ أَنْ تَجْمَعَهُ لِي فِي قَلْبِي، وَأَطْلُبُ إِلَيْكَ أَنْ تُعَرِّفَنِي ما عَرَّفْتَ أوْلِيائَكَ فِي مَنْزِلِي هذا وَ أَنْ تَقِيَنِي جَوامِعَ الشَّرِّ».
(۶) أن يصبح على طهر وبعد ما يصلي الفجر ويحمد الله عزوجل ويثني عليه ، ويذكر من آلائه وبلائه ما قدر عليه ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يقول : «اَللَّهُمَّ رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَأوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزقِكَ الْحَلالِ وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنْسِ اَللَّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَطْلُوب إلَيْهِ وَخَيْرُ مَدْعوٍّ وَخَيرُ مَسْؤُول وَلِكُلِّ وافِد جائِزَةٌ فَاجْعَلْ جائزَتِي فِي مَوْطِني هَذا أنْ تُقِيلَنِي عَثْرَتي وَتَقْبَلَ مَعْذِرَتِي وَأَنْ تَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي ثُمَّ اجْعَلِ التَّقوى مِنَ الدّنيا زَادِي».
(۷) التقاط حصى الجمار من المزدلفة وعددها سبعون .
(۸) السعي ـ السير السريع ـ إذا مر بوادي محسر ، وقدر للسعي مائة خطوة ويقول : «اَللَّهُمَّ سَلِّمْ لِي عَهْدِي وَاقْبَلْ تَوْبَتِيْ وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَاخْلُفْنِيِ بِخَيْر فِيمَنْ تَرَكْتُ بَعْدِي».
(۱) أن يكون على طهارة حال الرمي .
(۲) أن يقول إذا أخذ الحصيات بيده : «اَللَّهُمَّ هؤُلاءِ حَصَياتي فَأَحْصِهِنَّ لِي وَارْفَعْهُنَّ فِي عَمَلِي».
(۳) أن يقول عند كل رمية : «اَللهُ أَكْبَرُ اَللَّهُمَّ ادْحَرْ عَنِّي الشَّيْطانَ اَللَّهُمَّ تَصْدِيقاً بِكِتابِكَ وَعَلَى سُنَّةِ نَبِيِّكَ اَللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجّاً مَبْرُوراً وَعَمَلا مَقْبُولا وَسَعْياً مَشكُوراً وَذَنْباً مَغْفُوْرَاً».
(۴) أن يقف الرامي على بعد من جمرة العقبة بعشرة أذرع ، أو خمسة عشر ذراعا .
(۵) أن يرمي جمرة العقبة من قبل وجهها مستدبراً للقبلة ويرمي الجمرتين الأولى والوسطى مستقبلا للقبلة .
(۶) أن يضع الحصاة على ابهامه ويدفعها بظفر السبابة .
(۷) أن يقول إذا رجع إلى رحله : «اَللَّهُمَّ بِكَ وَثِقْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَنِعْمَ الرَّبُ وَنِعمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيْرُ».
(۱) أن يكون بدنة ومع العجز فبقرة ، ومع العجز عنها أيضاً فكبشا .
(۲) أن يكون سمينا .
(۳) أن يقول عند الذبح أو النحر : «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالأرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ اُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ اَللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ بِسْمِ اللهِ واللهُ أَكْبَرُ اَللَّهُمَّ تَقَّبَلْ مِنِّي».
(۴) أن يباشر الذبح بنفسه ، فان لم يتمكّن فليضع السكين بيده ، ويقبض الذابح على يده ، ويستحب شهود الذبح على ما في بعض الروايات ، ولا بأس بأن يضع يده على يد الذابح .
(۲) أن يدفن شعره في خيمته في منى .
ويستحب بعد الحلق أن يقلّم أظفاره ويأخذ من شاربه ومن أطراف لحيته .
ويستحب الإتيان بالطواف يوم العيد فإذا قام على باب المسجد يقول : «اَللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى نُسُكِكَ وَ سَلِّمْنِي لَهُ وَسَلِّمْهُ لِي أَسْألُكَ مَسْأَلَةَ العَلِيلِ الذَّلِيلِ المُعْتَرِفِ بِذَنْبِهِ أَنْ تَرْجِعَنِي بِحاجَتِي اَللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَ الْبَلَدُ بَلَدُكَ و الْبَيْتُ بَيْتُكَ جِئْتُ أَطْلُبُ رَحْمَتَكَ وَ أَؤُمُّ طاعَتَكَ مُتَّبِعاً لاِمْرِكَ راضِياً بَقَدرِكَ أَسْأَلُكَ مَسَأَلَةَ المُضْطَرِّ إِلَيكَ الْمُطِيعِ لاِمْرِكَ الْمُشْفِقِ مِنْ عَذابِكَ الْخائِفِ لِعُقُوبَتِكَ أنْ تُبَلِّغَنِي عَفْوَك و تُجِيرَنِي مِنَ النّارِ بِرَحْمَتِكَ».
ثم يأتي الحجر الاسود فيستلمه ويقبّله ، فإن لم يستطع استلم بيده وقبّلها وإن لم يستطع من ذلك أيضاً استقبل الحجر وكبر وقال كما قال حين طاف بالبيت يوم قدم مكّة ، وقد مر ذلك في آداب دخول المسجد الحرام .
أولها ظهر يوم النحر ، وبعد عشر صلوات في سائر الامصار .
والأولى في كيفية التكبير أن يقول : «اَللّهُ أكْبَرُ اَللّهُ أكْبَرُ لا إلَهَ إلاّ اللّهُ وَ اَللّهُ أكْبَرُ اَللّهُ أكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ اَللّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانا اَللّهُ أَكْبَرُ عَلَى ما رَزَقَنا مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعَامِ و الْحَمْدُلِلّهِ عَلَى مَا أَبْلانا».
ويستحب أن يصلي فرائضه ونوافله في مسجد الخيف ، فقد روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : من صلى في مسجد الخيف بمنى مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما ، ومن سبح الله فيه مائة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة ، ومن هلل الله فيه مائة تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة ، ومن حمد الله فيه مائة تحميدة عدلت أجر خراج العراقين يتصدق به في سبيل الله عزوجل .
نعم لا بأس بوضع عصام القربة على رأسه ولا بتعصيبه من الصداع ، ويحرم أيضاً تغطية الاذنين ، وفي جواز التغطية عند النوم إشكال ، والأحوط العدم .
ولو غطى رأسه ناسيا يجب إلقاء الغطاء ويلبّي على الأحوط الأولى .
(۱) الاكثار من ذكر الله وقراءة القرآن .
(۲) ختم القرآن فيها .
(۳) الشرب من ماء زمزم ثم يقول : «اَللَّهُمَّ اجْعَلْهُ عِلْماً نافِعاً و رِزْقاً وَاسِعاً و شِفاءً مِنْ كُلِّ داء وَسُقْم».
ثم يقول «بِسْمِ اللّهِ ألْحَمْدُ لِلّهِ ألَشُّكْرُ لِلّهِ».
(۴) الاكثار من النظر إلى الكعبة .
(۵) الطواف حول الكعبة عشر مرات : ثلاثة في أول الليل وثلاثة في آخره ، وطوافان بعد الفجر ، وطوافان بعد الظهر .
(۶) أن يطوف أيّام إقامته في مكّة ثلاثمائة وستين طوافا ، فإن لم يتمكّن فثلاثمأة و ستين شوطاً، و في رواية أخرى اثنان و خمسون طوافاً ، فإن لم يتمكّن أتى بما قدر عليه .
(۷) دخول الكعبة للصرورة ، ويستحب له أن يغتسل قبل دخوله وأن يقول عند دخوله : «اَللَّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ وَ مَنْ دخَلَهُ كانَ آمِناً فَآمِنِّي مِنْ عَذابِ النّارِ».
ثم يصلي ركعتين بين الأسطوانتين على الرخامة الحمراء يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الأولى سورة حم السجدة ، وفي الثانية بعد الفاتحة خمسا وخمسين آية .
(۸) أن يصلي في كل زاوية من زوايا البيت ، وبعد الصلاة يقول : «اَللَّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ أوْ تَعَبَّأَ أوْ أعَدَّ أوِ اسْتَعَدَّ لِوَفادَة إلى مَخلُوق رَجاءَ رِفْدِهِ و جائزَتِه و نَوافِلِه و فَواضِلِهِ فَإلِيْكَ يا سَيِّدِي تَهْيِئَتِي وَ تَعْبِئَتِي وَ إعْدادِي وَ اسْتِعْدادِي رَجاءَ رِفْدِكَ وَ نَوافِلِكَ و جائِزَتِكَ فَلا تُخَيِّبِ الْيَوْمَ رَجائِي يا مَنْ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ سائِلٌ و لا يَنْقُصُهُ نائِلٌ فَإنِّي لَمْ آتِكَ الْيَوْمَ بِعَمَل صَالِح قَدَّمتُهُ وَ لا شَفاعَةِ مَخْلُوق رَجَوتُهُ وَ لكِنِّي أَتَيْتُكَ مُقِرّاً بِالظُّلْمِ وَ الإساءَةِ عَلَى نَفْسِي فَإنَّهُ لا حُجَّةَ لِي و لا عُذْرَ فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ هُوَ كَذلِكَ أَنْ تُصَلِّىَ عَلَى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد و أَنْ تُعْطِيَنِي مَسْأَلَتِي وَ تُقِيلَنِي عَثْرَتِي و تُقَلِّبَنِي بِرَغْبَتِي و لاتَرُدَّنِي مَجْبُوهاً مَمْنُوعاً وَ لا خائِباً يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ أَرْجُوكَ لِلْعَظِيمِ أَسْأَلُكَ يا عَظِيمُ أَنْ تَغْفِرَ لِىَ الذَّنْبَ العَظِيمَ لا إلَهَ إلاّ أنْتَ».
ويستحب التكبير ثلاثا عند خروجه من الكعبة وأن يقول : «اَللَّهُمَّ لا تُجْهِدْ بَلاءَنا رَبَّنا وَ لا تُشْمِتْ بِنا أَعْداءَنا فَإِنَّكَ أَنْتَ الضَّارُّ النَّافِعُ».
ثم ينزل ويستقبل الكعبة ، ويجعل الدرجات على جانبه الإيسر ، ويصلي ركعتين عند الدرجات .
ويستحب له الخروج من باب الحناطين ـ ويقع قبال الركن الشامي ـ ويطلب من الله التوفيق لرجوعه مرة أخرى ويستحب أن يشتري عند الخروج من مكّة مقدار درهم من التمر ويتصدق به على الفقراء لما كان في إحرامه ولما كان منه في حرم الله عزوجل .