الجزء الثانی
من اليوم فصاعدا، جميعكم اعملوا وفق هذا المنهج:
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لولده محمد بن الحنفية:
هذا القرآن عهد الله تعالى.
عهد بين الله تعالى وعباده.
الوصية التي تكون من أبٍ كأمير المؤمنين عليه السلام
لولد كمحمد بن الحنفية
لا بد أن تُدرك بعمق ودقة!
قال: هذا الكتاب عهد الله تعالى
فاسعَ ألا يمرّ عليك يوم
إلا وتجدد فيه الصلة مع عهد الله تعالى.
لقد بيّن الإمام الحدّ الأقل
وليس ثمة حدّ أكثر... لماذا؟
لأن القرآن نور.
فكل آية تضاف تكون نورا على نور.
قال عليه السلام: فلا تقرأنّ أقلّ من خمسين آية في يومك
الحد الأقل أن تقرأ خمسين آية في اليوم
هذه الجملة كافية شافية:
لو أن شخصاً قرأ كل يوم خمسين آية، فما الذي سيحدث؟؟
كلام الأمير، أمير الكلام !!
إننا لم نفهم من هو علي بن أبي طالب عليه السلام!!
«أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها»!
إنه يدرك أنّ
الجواهر كلها في تلك الخمسين آية!
المبدأ والمعاد والأخلاق والأحكام.
فلو أن شخصاً حاز هذا القدرمن التوفيق،
وقرأ كل يوم خمسين آية، ولكن كيف يقرأ ؟
للقراءة طريق أيضاً !
«أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها»
فلابد أن تكون القراءة توأماً مع التدبر
فلو أن شخصاً قرأ كلّ يوم خمسين آية بهذه الكيفية
فستصبح روحه إكسيراً أحمر بعد أربعين يوماً !!
لكن المؤسّف هو أنّ عمرنا قد مضى
وكما يجب
لم نستفد من العمر!
ابدؤوا من اليوم
ولا تكن القراءة أقل من خمسين آية في اليوم، وكلما زاد فهو أفضل
لكن المسألة هي أن:
العمل، تارة ً يكون عملي أنا
وهذا لا قيمة له
على الإنسان أن لا يغترَّ بنفسه
أنا نفسي أية قيمة لي؟! وما هو وزني ؟!
من الرأس إلى أخمص القدمين قصور! من الرأس إلى أخمص القدمين تقصير!
و لذا لزم أن نعثر على الطريق.
مرة تكون قراءة القرآن قراءتي [فلا قيمة لها]
إذا عمل عقل الانسان، فإنه يقلب الأوضاع و يغيّرها
فلو أنكم أنجزتم هذا العمل فإنكم تقلبون الأوضاع:
ذلك القرآن الذي تتلونه ـ مع الحد الأقل لتلاوته،
وحدّه الأكثر أن كل مازاد فهو أفضل
اجعلوه كلّه هدية لوليِّ العصر وإمام الزمان.
فإذا أهديتموه إليه
فسوف يخرج العمل عن الانتساب لي ولك
ويكون انتسابه له عجل الله تعالى فرجه
بمعنى أنه لو كان العمل عملي
فهل يا ترى سيقبل أم لا يقبل؟
هذا العمل فيه ألف إشكال
أما إذا تلوت القرآن
وأهديته لإمام الزمان عليه السلام،
فسوف لن يقدر أيُّ ملك على ردّه وعدم قبوله.
بل يلزم أن ترتقي لتصل إلى العرش الأعلى
هذا هو البرنامج الأول، وابدأوا بالعمل به من هذا اليوم
حاولوا أن تبلغوا الحدّ الأكثر
اسعوا أن تقرؤوا أكبر مقدار من كتاب الله
هدية ً لصاحب العصر والزمان عليه السلام.