• الموقع الرسمي لمکتب سماحة آیة الله العظمي الوحيد الخراساني

    لأننا على أعتاب شهر رجب
    و في بدايات هذا الشهر العظيم
    وتحديداً في اليوم الثالث منه، تكون شهادة رجل
    يعجز البيان عن وصفه
     ويحار الجنان في إدراك مقامه
    و في الدرجة الأولى، يقع هذا العبء على كاهل
    أهل العلم في معرفته،
    ثم في إبلاغه و إيصاله إلى عامة الناس
    ليعرفوا من يكون الإمام الهادي (ع(
    ماذا يعني يوم شهادته سلام الله عليه


    بمناسبة شهادة الإمام الهادي عليه السلام
    لأننا على أعتاب شهر رجب
    و في بدايات هذا الشهر العظيم
    وتحديداً في اليوم الثالث منه، تكون شهادة رجل
    يعجز البيان عن وصفه
     ويحار الجنان في إدراك مقامه
    و في الدرجة الأولى، يقع هذا العبء على كاهل
    أهل العلم في معرفته،
    ثم في إبلاغه و إيصاله إلى عامة الناس
    ليعرفوا من يكون الإمام الهادي (ع(
    ماذا يعني يوم شهادته سلام الله عليه

    خطاب آية الله العظمى الوحيد الخراساني
    بمناسبة شهادة الإمام الهادي عليه السلام
    الأربعاء ٣/٣/١٣٩١ درس التفسير/ المسجد الأعظم-قم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين
    سيما بقية الله في الأرضين
    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
    لأننا على أعتاب شهر رجب
    و في بدايات هذا الشهر العظيم
    وتحديداً في اليوم الثالث منه، تكون شهادة رجل
    يعجز البيان عن وصفه
     ويحار الجنان في إدراك مقامه
    و في الدرجة الأولى، يقع هذا العبء على كاهل
    أهل العلم في معرفته،
    ثم في إبلاغه و إيصاله إلى عامة الناس
    ليعرفوا من يكون الإمام الهادي (ع(
    ماذا يعني يوم شهادته سلام الله عليه
    أولاً: فإن شهر رجب هو شهر أمير المؤمنين (ع(
    ويبلغ هذا الشهرمن العظمة مقاماً
    جعل صيام سبعة أيام منه
    بها يؤصد و يغلق سبعة أبواب من أبواب جهنم،
    وصيام ثمانية أيام منه
    يفتح ثمانية أبواب من أبواب الجنان أمام الصائم.
    و في اليوم الثالث من شهر كهذا الشهر
    أفلت تلك الشمس في مدينة سامّراء
    فها هو شيخ الطائفة -الذي تقبله جميع الأطراف-
    ينقل لنا هذه الصلوات على إمامنا الهادي (ع)
    فذكر جزءاً من هذه الصلوات:
    اللهم صلّ على علي بن محمّد
    وصي الأوصياء و إمام الأتقياء
    وخلف ائمة الدين
    والحجة على الخلائق أجمعين
    فها هي عقول ذوي الألباب حائرة بكل جملة منها.
    على سبيل الإشارة إلى إحدى هذه الجمل
    وإلّا فإن شرح كل جملة من هذه الصلوات يحتاج إلى كتاب.
    فالإمامة هنا على سبيل الإضافة
    وهذا مفهوم متقوّم بالطرفين
    فإمّا أن تكون الأطراف متشابهة أو متخالفة.
    فلا يمكن تصور الإمام من غير مأموم
    ولا المأموم من دون الإمام
    و قد عُرّف الإمام هنا
    بإمامة المأموم
    و يمكن الوصول إلى مقام الإمام من خلال مقام المأموم
    قول مثل هذا الأمر سهل، ولكن فهمه في غاية الإشكال.
    فمن هم الأتقياء في قوله: إمام الأتقياء؟
    إقرأوا القرآن لتعرفوا من هم الأتقياء
    (إن المتقين في مقام أمين)
    متى؟ في ذلك اليوم الذي يسيطر فيه الخوف
    والذعر على الأولين و الآخرين، في حال،
    (إن المتقين في مقام أمين)
    من هم هؤلاء؟ هم الذين تكون عندهم
    الظرفية والقابلية جاهزة و كافية
    لتلقي إشراقات و تجليات علم الله عزوجل.
    ذلك الكتاب ... ذلك، اسم إشارة للبعيد
    وهذه إلماحةٌ إلى أن الإشارة إلى مثل هذا
    الكتاب، و الذي هو
    في أي مقام؟ (إنه لقرآن كريم(
    هذا القرآن الذي هو في اللوح المحفوظ، و
    )لا يمسه إلّا المطهرون)
    كان مرآة تعكس الإشراقات و الأفضال الإلهية.
    و حرىٌ بكتابٍ له هذا المقام،
    أن يشير إليه الله عزوجل بالبعيد
    ليحكي عن ذلك المقام
    الذي يشكل جاذبية التقوى، فيقول:
    (ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين)
    وأما بيان أمير المؤمنين –مبيِّن القرآن-
    لذلك الرجل العابد الذي كان من أهل المعرفة
    قال لأمير المؤمنين: صف لي المتقين،
    حتى كأني أنظر إليهم،
    و أراهم أمام عيني،
    و أشاهدهم بالعين الباطنية.
    فأبى الإمام عليه السلام
    الذي كان يعلم مدى تأثير كلامه على مثل هذه النفس القابلة
    فأعرض عنه بتثاقل
    لعلمه بثقل الكلام على مثل تلك النفس
    و لكن السائل ألحّ في طلبه و أصر على معرفة صفات التقين.
    فقدم أمير المؤمنين مقدمة مختصرة
    علّهُ يرضى بهذا القدر
    -وهذه القصة مقدمة لنعرف كيف يمكن
    الوصول إلى معرفة الإمام من خلال المأموم-
    والدنيا كلها عاجزة عن معرفة و فهم
    أن الإمام العاشر في أي مقام؟!
    و أي شأن هو شأنه؟!
    ثم قال: يا همام اوصيك بالتقوى والإحسان،
    )إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون)
    فكل شيء منطوٍ تحت هذه المعيّه.
    فإن لله له نوعان من المعيّة:
    أولاً، المعيّة القيّوميّة
    مع كل شيء لا بالمقارنة،
    و هذه هي المعية العامّة؛
    وأما المعيّة الخاصة، فهي محصورة بهذه الطبقة
    (إن الله مع الذين اتّقوا.)
    ثم، و بعد إصراره على معرفة المزيد،
    بادره الإمام قائلاً: إن الله سبحانه و تعالى
    خلق الخلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم،
    آمناً من معصيتهم
    لأنه لاتضره معصية من عصاه
    و لا تنفعه طاعة من أطاعه...
    و قد أقام أمير المؤمنين الدنيا و أقعدها في هذه الخطبة.
    فالمتقون فيها هم أهل الفضائل.
    و هنا يمكن معرفة: ذلك الإمام من هذا المأموم.
    كلمة الفضائل، هي جمعٌ حلّى بـ (ال) التعريف.
    إن فهم كلام أمير المؤمنين دونه خرط القتاد
    الفضائل ...
    نعم، تنقسم الفضائل البشرية إلى ثلاثة أقسام:
    الفضائل العقلية و الفضائل الأخلاقية، و الفضائل العملية
    و مجموع هذه الفضائل، التي تبدأ
    من المبدأ حتى المعاد عقلا
    وجميع مكارم و محاسن الأخلاق خلقاً
    و إتيان ما فرضه الله
    والإنبعاث بكل ما بعث الله إليه،
    و الإنزجار عن كل ما زجر الله عنه،
    فمجموع هذه الأمور إنما تجتمع في شخص (المتقّي)
    ثم عندما توسّع في كلامه عليه السلام ذكر سبعين أمرا في خطبته
    و هذه الخطبة معجزة فعلاً.
    و أول عبائر هذه الخطبة قوله:
    ((منطقهم الصواب.))
    فكيف تكون آخرها؟
    منطقهم الصواب.))
    فمن هو الذي يكون منطقه الصواب؟
    نعم، عندما يصل العقل إلى مستوى
    يُصان من الانحراف
    و تصل النفس إلى مرحلة
    تُصان عن الوقوع في طاعة الهوى، يصبح
    منطق صاحب هذا العقل و هذه النفسِ الصواب.
    وهذه هي الكلمة الأولى
    فلا يجري على لسان مأموميه سوى العلم و الحكمة
    و الصدق و لا يصدر منهم سوى ذلك
    و هذا مقام من يأتمّ به
    هذه الكلمة الأولى
    حتى يصل في كلامه القدسي إلى المقام السبعين.
    فكل هذه الصفات و المؤهلات لو اجتمعت
    في شخصٍ أصبح لتوّه مأموماً للإمام العاشر (ع)
    هذا مقام المأموم، فكيف يكون مقام الإمام حينئذ؟
    و قد نقل السيد ابن طاووس
    في زيارة هذا الأمام الهمام:
    -إن العقول المتكاملة من شيخ الطائفة
    وصولاً ألى الشيخ الأنصاري حائرة في
    حل هذا اللغز- إذ يجب الوقوف عند قبره،
    فالسلام الوارد هو هذا السلام:
    السلام عليك يا سرّ الله
    سلام عليك يا سرّ الله 
    فما هو فضل جميع الأنبياء من آدم حتى عيسى (عليه السلام)؟
    و بماذا شرّفوا و فضّلوا؟
    كل شرفهم يعود إلى انهم حملوا سرّ الله
    كلٌّ بحسب مقداره و ظرفيّته.
    والآن و بعد معرفة ذلك، هل يمكن إدراك و فهم
    شخصٍ بات وجوده سرّ الله عزوجل؟
    فالإمام علي بن محمد التقي الهادي هو سرّ الله
    ثم يُسلّم عليه بهذا السلام:
    الذي يحار فيه الأولون والآخرون
    السلام عليك يا حق الله، أنت حق الله،
     يحدثنا قطب الدين الراوندي، ذلك الرجل
    الذي لا تخفى أنجازاته،
    و المدفون بأرض قم المقدسة، و قبره بات مزاراً
    لأهل الفضل وهو ينقل هذا الأمر:
    إن أحد حجّاب بلاط المتوكل العباسي ممّن
    يعرفون بعض أسرار الحكومة قال:
    عزم المتوكل أن يخرج
    راكباً فرسه، و أن
    يأخذ في ركابه الإمام العاشر (ع) راجلاً.
    فحذره الوزير قائلاً: إنك ستدفع ثمن عملك هذا غالياً،
    و قم بعمل لا يكشف نواياك أمام الرعيّة.
    فقال: ماذا أصنع؟ فأجابه الوزير:
    أعلن أنك خارج و يجب على كل الأشراف، و الخاصّة
    و قادة الجيش، أن يأتوا راجلين دون استثناء
    و بذلك يكون علي بن محمد منهم.
    وهكذا تكون قد سترت قصدك، و حققت مرادك
    و سينطلي الأمر على العامة بكونه واحداً منهم،
    فقبل المتوكل بذلك و أعلن عن خروجه.
    و خرج الجميع في اليوم اللاّحق،
    ذلك هو المتوكل و تلك سامّراء و تلك
    الملويّة و ذلك الوقار و العفّة الظاهريّة.
    كما خرج الإمام مع الناس و بين جموعهم
    حتى حقّق المتوكل مراده و بدأت الجموع تتفرق.
    و عاد الإمام إلى داره
    يقول حاجب المتوكل هذا:
    و إذا بالإمام (ع) جالس في الدهليز،
    و رأيت العرق يتصبب من جبينه الطاهر،
    فأتيت بمنديل و قدمت إليه لأمسح العرق عن جبينه
    -و الآن انظروا ماذا سيحدث-
    و مسحت عرق جبينه
    قلت له:
    لم تكن نية المتوكل سيئة تجاهكم،
    و لم أفرغ من هذه الجملة حتى بادرني قائلاً:
    (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام)
    استمتعوا بهذه الدينا ولذاتها ثلاثة أيام
    (ذلك وعد غير مكذوب)
    لا يمكن أن يُخلف الله وعده
    قال هذه الجملة و دخل غرفته.
    و أنا أيضاً خرجت بدوري.
    و كان عندي أستاذ من الشيعة
    ولأني كنت في بلاط الخليفة العباسي.
    فكنت أدعوه رافضياً على سبيل المزاح
    فلما دخلت عليه قلت له: أيها الرافضي
    إن إمامك تلفظ بهذه الجملة.
    فسألني: هل سمعته بنفسك يقول:
    (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام)؟ فقلت نعم
    فقال: لأن بيننا حق الصحبة
    فأني أنصحك، اذهب الآن
    و اجمع ما لديك من أموال، ووزعها
    ولا تخرج من دارك.
    فلما أنهى كلامه سألته: لماذا؟
    فقال: سيهلك المتوكل في اليوم الثالث
    فأنكرت عليه قوله
    و أخرجته من البيت.
    و بعد أن فكرت مليّاً قلت: أن في الحذر النجاة.
    فجمعت جميع أموالي
    و وزعتها بين أقاربي.
    و بقيت أنا و حصيرة في البيت.
    و في الليلة الرابعة قُتل المتوكل بيد ابنه.
    (فقطع دابر الذين ظلموا)
    (الحمد لله رب العالمين)
    نعم، فالإمام قرأ آية واحدة: (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام)
    فهذه الإرادة المتصلة بإرادة الله
    من شأنها أن تقلب العالم بنَفَسٍ واحد.
    و المهم أنه:
    بعد ذلك، قدم حاجب المتوكل
    إلى دار سيدنا الهادي (ع)
    فجثى على ركبتيه
    و خُتم على صدره بختم التشيع و الإيمان باهل
    البيت الطاهرين عليهم السلام.
    فأمن بذلك في دنياه و في آخرته.
    فكيف حصل هذا الإنقلاب: من أسفل السافلين إلى أعلى عليين؟
    ذلك لأنه في لحظةٍ ما
    مسح قطرات العرق عن جبين الإمام (ع)
    فكان أثر عمله هذا نجاةً في الدنيا و الآخرة.
    والآن، إذا قام العالم الإسلامي في الثالث من هذا
    الشهر لنصب مآتم العزاء أسىً و حزناً على هكذا شخص،
    و قام الشباب الطيبون
    -الذين أبلوا بلاءً حسناً أيام الفاطمية
    و قصموا بذلك ظهر الوهابية و حفظوا هذه الأمّة-
    واستجابوا لهذه الغيرة الجعفرية التي نهلوها
    من ثدي الأمهات و من نوايا آبائهم الصادقة
    ليحضروا في عزاء ذلك الإمام المظلوم الذي
    كان له من العمر واحد و أربعون عاماً،
    و الذي قضى نحبه مقطعّ القلب و الأحشاء
    و الذي كابد هذه المشاكل من زمان المعتصم
    إلى زمان الواثق...،
    آه، ماذا عانى قلبه من غصص و وجد و آلام؟!
    أنتم يا أهل العلم يجب أن تشمروا عن سواعدكم
    ما هو عملكم؟
    و انتم قضيتم عمراً كاملاً على سفرة إمام العصر (عج)
    و في اليوم الثالث من هذا الشهر شهادة جدّه
    ذلك الهادي الذي كان حفيده ذلك المهدي (عج)
    الذي يملأ الأرض قسطاً و عدلاً
    بعدما ملئت ظلماً و جوراً.
    فنظره هو الذي يرعاكم أيها الخواص
    و جميع الناس من أبناء هذه الدولة والأمة.
    ذلك الإمام الذي يقول عنه
    رب الأرباب، و يقول في شأنه:
    وليّي و ناصري
    وليّي و ناصري
    و هو أميني على وحيي
    و الشاهد على خلقي
    ذلك الرجل الذي خاطبه الإله بهذا الخطاب.
    اللهم، أرض الإمام المنتظر (عج)
    عن هذه الأُمة برضاك.
    اللهم، وفق هذه الأمة.
    لترفع أعلام العزاء و الحزن على جدّه
    بما يسعها إلى الأعالي،
    و لتكون هذه المواكب تعزية
    للإمام الثامن الذي يتفرّى كبده حزنا على ولده
    و مشاركة و سلواناً له بمصابه به.
    اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن
    صلواتك عليه و على آبائه،
    في هذه الساعة و في كل ساعة
    وليا وحافظا و قائداً وناصرا
    و دليلاً و عينا
    حتى تسكنه أرضك طوعاً
    و تمتعه فيها طويلا.

    تم تسجيل الطلب بنجاح

    OK
  • الرئيسة
  • الأخبار
  • المرئيات
  • البیانات
  • التصريحات المختارة
  • مراسيم المكتب
  • الدروس
  • تفسير القرآن الكريم
  • الأحكام الشرعية
  • الفتاوى
  • سؤال فقهي
  • ارسال الإستفتاء
  • الإرشادات
  • حكايات وعبر
  • التوصيات
  • العقائدية والأخلاقية
  • المنشورات
  • المؤلفات
  • قصائد سماحته
  • سيرة حياة
  • التواصل معنا
  • المكاتب
  • الإتصال بنا