أسماء الله تعالى تنقسم الى قسمين:
القسم الأول هو الأسماء اللفظية، والقسم الثاني هو الأسماء التكوينية
اليوم ـ بمناسبة ذكرى شهادة أحد الأسماء الحسنى التكوينية ـ سنتناول في بحثنا هذا الموضوع
و هو ذلك الإسم من اسماء الله التكوينية، الذي قبل مجيئه الى هذه الدنيا
قد B۲۶عيّنَ رسولُ الله ِ اسمَه و
أسماه بالصادق.
أسماء الله تعالى تنقسم الى قسمين:
القسم الأول هو الأسماء اللفظية، والقسم الثاني هو الأسماء التكوينية
اليوم ـ بمناسبة ذكرى شهادة أحد الأسماء الحسنى التكوينية ـ سنتناول في بحثنا هذا الموضوع
و هو ذلك الإسم من اسماء الله التكوينية، الذي قبل مجيئه الى هذه الدنيا
قد B۲۶عيّنَ رسولُ الله ِ اسمَه و
أسماه بالصادق.
وهذه التسميةً في غاية العمق.
«یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله و
کونوا مع الصادقین».
وذلك الصادق الأمين-أولُ شخصٍ عالم الوجود-هو الذي اسماه بالصادق
الذي باسمه يتسمى المذهبَ به اليوم،
إلا أنّ الأسف والمرارة تكمن ههنا حيثُ لم يُعرف هذا المذهب ولم يعرف رئيس هذا المذهب.
لكن عظمة هذا المذهب إنما تعلم
حينما يُنظر لكلِّ المذاهب ويقارن بينها وبينه
وعندها سيتضح جلياً ماذا يعني المذهب الجعفري.
مالك بن أنس شخصيًّة، يعبِّر الشافعيُّ - إمام مذهب الشافعيَّة-
عنه بقوله:
مالك نجمٌ لامعٌ في سماء العلماء.
هذا تعبير الشافعي بالنسبة لمالك بن أنس بن مالك
الذي هو إمام المالكية وأعظم فقهاء العامة في دار الهجرة.
وأبو حنيفة النعمان والذي هو الإمام الأعظم للعامة كان في مقابل مالك كما سأذكره لكم
هذه المطالب التي سنذكرها اليوم
فقط في نطاق فكر أمثال الفخر الرازي أو شمس الدين الذهبي.
ولو تأمًّل أهل الإنصاف ومن لديهم الاستعداد والأهلية للعلم والحكمة في هذا المطلب
لأدركوا مدى عمق هذا المطالب
كل ما سنذكره الآن على مستوى من المتانة والقوة بحيث
لم يستطع أحد في مدة ۱۴۰۰ سنة أن يخدش فيه،
لأن ما نقوله الآن، قد رآه إمام الناقدين
ـ الذي يُعدّ في تاريخ العامة الناقد الأول وبلا منازع ـ
و عاين ما نقوله بنظره.
لقد كان أبو حنيفة النعمان يجلس بين يدي مالك جلسة الصبي
هكذا كان حال أبي حنيفة بين يدي مالك.
وبعد الشافعي والإمام الأعظم للعامة ـ أبي حنيفة ـ تصل النوبة لأحمد بن حنبل ـ إمام الحنابلة.
هذه الرواية التي سأتلوها على مسامعكم هي الرواية التي
أحمد بن حنبل ـ إمام المذهب الحنبلي وكل الحنابلة في الحجاز وغيرها من البقاع ـ يرويها عن سُريج بن نعمان.
ولأن البحث في هذا القسم مع أعيان علماء العامة
لذا فإننا سوف نتكلم وفق المسالك المقبولة عندهم.
هذا الرجل هو شخص من شيوخ البخاري ـ صاحب كتاب الصحيح ـ
يعني الراوي الأول هو الشخص الذي يروي عنه صاحب صحيح البخاري. و
تعبير أساطين رجال العامة عنه هو أنّه
ـ " كان ثقة" ولكن أي ثقة ؟ [ثقة عندهم]
هذا هوالشخص الأوّل بعد إمام الحنابلة.
إنه يروي عن عبدالله بن نافع.
عبدالله بن نافع هو الشخص الذي يعبّر عنه الذهبي بـ "الصدوق".
وهو يروي عن مالك بن أنس.
ليدقـِّق أهل الفن جيِّداً.
وليتأمل جميع علماء العامة في كل البلاد الإسلامية في هذه الجُمَل.
ثم ليروا إلى أينَ تـُفضي وإلى أي لازمٍ تنتهي؟
إذا كان ثمّة شخص معتقد بالقرآن الكريم ومؤمن بالإسلام
{ومن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}
هذا اليوم هو يوم مقارنة ومقايسة المذهب الجعفري مع كل المذاهب
إن حجتنا إلى هذا الحدّ من القوة.
ما ذا قال مالك؟
إن ما نقله أحمد بن حنبل عن شيخ البخاري وهو عن عبدالله بن نافع وهو عن مالك بن أنس هذا نصه:
«الله فی السماء وعلمه فی کل مکان».
هذا هو متن الحديث. و هذا عين كلام إمام أئمة العامة:
الله في السماء وعلم الله في كل مكان.
لابد من تحليل هذه الجملة: الله في السماء.
حيث تصبح النسبة بين الله والسماء نسبة الظرف والمظروف.
كل ظرف محيط وكل مظروف مُحاط!!
وفي النتيجة تصبح السماء محيطاً والله محاطاً.
حيث تكون السماء ظرفاً، و يكون الله مظروفاً.
هنا لا بد أن يُعلم ماذا يعني المذهب؟
وهنا لابد أن تفيق الدنيا وتعلم أنه
لو لم يكُ لسانُ جعفر بن محمد ولو لم يكُ المذهب الجعفري، لم يكن هناك أثرٌ للتوحيد
ولا أثر من التسبيح (سبحان الله)
ولا خبر عن التهليل (لا اله الا الله)
ولا عن التكبير(الله أكبر)
ولا التحميد (الحمد لله).
وبعد أن اتضح هذا المطلب، يتضح أنه
لو لم يكن لم يعرف الله تعالى
«كان الله في السماء» هذه الكلمة التي قالها مالك سَرَت في كل أنحاء الدنيا،
لو أن الفاً من أمثال الفخر الرازي انبعثوا من قبورهم أن لم يستطيعوا أن يقولوا إنها غير موجودة.
هذه [الكلمة] منقولة عن "أحمد بن حنبل" وهو بواسطتين ينقلها عن نفس مالك بن أنس،
مالك الذي هو عند الشافعي نجم سماء جميع علماء أهل السنة.
ومالك الذي يجلس أبو حنيفة بين يديه كالطفل في المرحلة الإبتدائية
شخص بهذه المنزلة هذه عقيدته في الله تعالى !!
لو كان الله تعالى في السماء، فإن لازم ذلك أن يصبح الله تعالى موجوداً متمكناً في مكان، وهذه هي الجسمية بعينها
إذاً لابد أن يصبح الله تعالى جسماً.
و إذا صار جسماً صار مركباً.
ولابد في كل جسم إما أن يتركب من المادة والصورة، أو أن يتركب من أجزاء.
وعلى كل حال فإن الجسمية تساوق التركب.
والمركب محتاج لأجزائه.
وأجزاء المركـَّب تحتاج للمركـِّب.
وعلى هذا يصبح إله مالك فقيراً محتاجاً من جهتين.
إله مالك، و إله أربعة مذاهب، يكون محتاجاً للأجزاء
ويكون أيضاً محتاجاً لمؤلـِّف الأجزاء.
فينقلب الخالق إلى مخلوق.
وينقلب الواجب إلى ممكن.
هذه هي النتيجة الطبيعية للقول: بأن الله في السماء.
فكلُّ مظروفٍ محصورٌ في الظرف. ولا ترديد ولا شك في هذا.
إذا كان الله في السماء فلابد أنه سيكون محصوراً في السماء.
وإذا صار محصوراً فإنه محدود.
وكلُّ محدود محتاج، وكلُّ محدود متناهٍ.
وكذلك هنا ينقلب الخالق مخلوقاً،
فيرجع الواجب ممكناً.
ولا حدَّ للفوضى هنا واللوازم الفاسدة لكن هذا القدر كافٍ .
الجملة الثانية:" علمه في كل مكان"
اللهُ نفسُه في السماء وأما علمه ففي كل مكان .
ما ذا تعني هذه الكلمة؟
هذه الكلمة تعني فصل العلم عن الله.
الله في السماء وعلمه في كل مكان!!!
ـ[ها هنا] يُثار سؤال، [ولكن أي شخص] يستطيع الإجابة عنه؟
لو كان ثمّة شخص في أرجاء العالم الإسلامي الكبير له القدرة على
أن ينبس ببنت شفة أمام هذه التساؤلات والمطالب،
ـ [حتماً] إننا لا نعني أن ينسج أحدٌ ما أجوبةً ما لنفسه، بل
يأتي الى هنا ويعرض ما لديه قاطعاً ملتزماً أحدَ الجانبين دون محاولة الالتفاف على الحقيقة.
فإما أن يذعن بوجود ما ذكرناه أو يلتزم نفيه،
فإذا أذعن بوجود ما ذكرناه [ الله في السماء وعلمه في كل مكان].
اذاً انفصل [علمه] تعالى عن ذاته.
أم+B۹۷ا إذا كان اللهُ تعالى عينَ علمه، كان الله إذاً في كل مكان، لا في السماء فقط.
وإذا كان اللهُ تعالى غيرَ علمه، انفصلت ذاتُه عن العلم.
و[عليه] لم يكُ ثمةَ علمٌ في مرتبة ذاته.
فلو [لم يكُ ثمة علمٌ في تلك المرتبة]، فما الذي سيكون إذاً؟ الجهل!
فصار إلهُ إمام أئمة العامة توأمَ الجهل وعدم العلم.
هذا هو المذهب المتبع في عموم العالم الإسلامي: قائم على فصل علم [الله] عن الله تعالى.
يُسأل من مالك، ويُسأل من أبي حنيفة. ويُسأل من الشافعي.
ويُسأل من أحمد بن حنبل: أنت الذي
نقلت هذه الرواية كمفخرة من مفاخر مالك،
كما [ويسأل] من شمس الدين الذهبي: أنت الذي
أقمت الدنيا ولم تقعدها بين العامة من حيث مكانتك العلمية وقدرتك:
«بماذا تجيبون؟»
إذا كان العلمُ غيرَ الله تعالى [إذاً علمُه تعالى] إما أن يكونَ قديماً أو حادثاً؟
وكل هذا يدور بين النفي والإثبات.
والشق الثالث غير معقول ههنا.
فإن كان قديماً؛ لزم أن يكون هنالك إلهانِ:
أحدُهما الذاتُ والآخرُ العلم. وهذا شرك.
وإن كان حادثاً فعلم الله إذن ليس قديماً.
ـ[وعليه] كان اللهُ ولم يكُ ثَمّةَ علمٌ، ثُمّ حدثَ العلم.
فمن أين ظهر هذا العلم؟
ـ [أفهل] أوجد اللهُ علمَه بنفسه؟
فاقد الشئ لا يعطيه!
ـ [وهل] أوجد علمَ الله غيرُ الله؟
إذاً أصبح علمُ الله مخلوقَ غير الله.
هذا هو مذهب العامة وأقطابهم. وأما المذهب الجعفري ...
وهنا يلزم البكاء دماً على غربة هذا المذهب وغربة رئيس هذا المذهب .
نكتفي ببضع كلمات: "سبحان"...
كان ذلك بيان مالك، وهذا بيان جعفر بن محمد عليه السلام.
تأمّلوا جيّداً ودقـِّقوا. إذ لا داعي للشرح بعدُ.
لأن أكثركم أساتذة السطوح العالية هنا في قم المقدسة، و
القسم الآخر منكم أساتذة خارج الفقه والأصول.
«سبحان من لا يعلم کيف هو إلا هو».
لا إله إلا الله!!!
«سبحان من لا يعلم کيف هو إلا هو».
منزهٌ ذلك الرب الذي لا يعلم كيف هو إلا هو.
فلا نبي مرسل ولا ملك مقرًّب له طريق ههنا.
هذه هي عظمة هذا المذهب.
ـ" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".
هنا لا بد من كلمة.
على أنَّ طرفي في الحوار هنا ليس شيخَ الأزهر [بل] طرفي المحاور هو نفس مالك بن أنس.
الموجَ+B۱۵۴ه ههنا هو نفس الشافعي ونفس أبي حنيفة ونفس أحمد بن حنبل.
أسأل من هؤلاء وأقول: إما أن يكون الله في السماء أو لا يكون.
فإن كان في السماء ... وكما تعترفون أنتم بذلك، و
كما كتب الذهبي وهو في أعلى درجات التنبُّه ومع نظرته الثاقبة.
إذا كان الله تعالى في السماء فإن الشمس [كذلك] في السماء
إذاً أمست الشمس مثلَ الله، والله أمسى مثلَ الشمس،[مع أن الحق] هو «ليس كمثله شيء».
فهذا ما يخالف العقل والوحي صراحة.
فهل هذا مذهبٌ؟َ! وهل هذه ملـّة و نِحلـَة؟!
وهل هذه معرفةٌ بربِّ العالم والآدمية؟
وأما الإمام الصادق عليه السلام فقال: « ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"
لا يُحد ولا يحس
ولا يُجس ولا يمس
ولا تدركه الحواس
ولا یحیط به شيء».
ليس ثمة ما يحيط به .
يا مالكُ أفِق من رقدتك وانفُض عن بصرك غبار الغفلة!!
لقد جعلت السماء محيطة بالله تعالى.
تعالَ وخذ درساً واسمع ما يقوله جعفر بن محمد:
«ولا یحیط به شيء
إن الله تبارک و تعالی لا یشبه شیئا
ولا یشبهه شيء».
لقد أتى بمعجزِ كشقِّ القمر في كل جملةٍ.
لا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيء.
«وكلّ ...» ههنا عمقٌ:
«و کلُّ ما وقع فی الوهم فهو بخلافه»
إنّ الذي ينقدح في وهم كل متوهم و
والذي يوجد في عقل كل عاقل و
والذي يرتسم في إدراك كل مدرك، فهو ليس سوى مخلوقه وليس هو بخالقه.
إنه تعالى ذاتٌ لا يسعها وهم متوهم، ولا يتصورها B۲۰۵عقل.
إن العقل يصل فقط إلى آيات حكمته وعلائم قدرته
وإلى مقام إثباته ووجوده.
وليس هذا سوى في حد الخروج من حد التعطيل وحد التشبيه، وليس هو المعرفة.
المهم هو "قوله عليه السلام":
«لم يزل الله عز وجلّ والعلم ذاته»
هذا هو معنى المعرفة.
ذلك يقول: الله في السماء فيما توزّعَ وتفرّقَ علمُه على الأصقاع والبقاع! هنا في المسجد الأعظم و
في باقي المدن والأنحاء. تلك مقولته! أما الصادق عليه السلام فهذه مقولته:
«لم يزل الله عز وجل والعلم ذاته ولا معلوم»
ليس ثمة لأقول ما ضمّنَ عليه السلام هذه الكلماتِ من أغوار وأسرار!!.
تأملوا. ذلك الذي قلتُه، كان عصارةَ معرفة المذاهب الأربعة بالله تعالى و
ما ذكرته عن الإمام الصادق عليه السلام لم يكُ إلا قطرة من المحيط اللامتناهي الذي
أفاضه عليه السلام في المعارف الإلهية.
هذا هو مذهبُه وهذا هو توحيدُه.
أنتم أهل علم وأهلَ فكر فتأمّلوا في رواياته عليه السلام.
فجّروا هذه الأنوار في آفاق الدنيا المعتمة.
وليُقاس وليقارن ما عندهم مع ما عندكم.
ولتنزلوا الميدانَ رجالاً تغمرُهم الثقةُ والفخر بما لديهم.
نفس مالك بن أنس يقول:
لم تقع عيني كلَّ دهري على وجه شخصٍ أفضلَ من جعفر بن محمد.
هذا مذهبه لكنه كان نموذجاً.
نفسه من كان؟
ذلك العقل الذي فني هكذا في معرفة الله تعالى،
و تلك الإرادة التي انمحت في عبادة الله وفي إرادة الله تعالى حتى
كرَّر"إياك نعبد وإياك نستعين" إلى أن سمعها من قائلها تعالى.
إنه شخص بهذا النحو.
قال صفوان بن يحيى: قال لي العُبيدي إنَّ
امرأتي وأهلي قالت: إني أرغب أن أزور جعفر بن محمد عليه السلام .
فقلت: إنني لا أملك شيئاً للذهاب لهذه الزيارة.
فقالت: إنني أقدم كلَّ حُليّي، فقم أنت وهيء أسباب السفر وانطلق بنا لزيارة الإمام الصادق عليه السلام.
قال: فجعلت حُليَّ ومجوهرات هذه المرأة وسيلة لسفري.
فعندما بلغت مشارف المدينة، سقطت وصارت في حال الاحتضار.
فهرعت مذهولاً إلى الإمام عليه السلام.
فسألني: كيف حالك يا عبيدي؟
فقلت: أقبلت مع أهلي لزيارتك، فحدث معنا كذا و كذا.
فقال عليه السلام: وهل أنت مغموم لهذا الأمر؟
فقلت: نعم يا بن رسول الله.
فقال : اذهب الآن، فقد أفاقت زوجتك ولديها خادمة تُلقِمُها الغذاء الفلاني ـ وسمّاه ـ في فمها.
يا قلبَ العالم ويا روحَ جسد الوجود ...
قال: فهرعت مسرعا، ووصلت فوجدت زوجتي في أحسن حال وقد جلست و كانت
كما قال عليه السلام، والخادمة تلقمها ذلك الغذاء الذي ذكره في فيها.
فقلت: ماذا جرى؟
فقالت: ما جرى: لقد رأيتَ حالتي.. أما وإنه قد أقبل عزرائيل لقبض روحي، وفجأة
رأيت سيداً " وبهذه الصفات" قد دخل.
قال العبيدي: فلما ذكرتْ زوجتي الصفات،
رأيتُ أنه نفسُ ذلك الشخص الذي كنتُ قد أقبلتُ منه لتوّي.
لقد تحدثت المرأة عن لباسه وخصوصياته، ثم تابعت تقول:
لقد دخل. فما إن دخل حتى تلقّاه عزرائيل بالسلام.
فلما سلّم، قال ذلك السيد لعزرائيل:
أولست مأموراً بطاعتنا؟!
فقال: بلى أيها الإمام.
كان نص تعبير عزرائيل هذا: «بلى أيها الإمام. إنني مأمور بطاعتك».
فقال: إنني إذن آمرك أن
تنصرف ولا تدنو من هذه المرأة إلى عشرين سنة قابلة.
هذا هو الصادق نفسه وذلك مذهبه.
لذا يجب على هذه البلاد في يوم شهادته أن تنادي بصوت واحد: يا جعفر بن محمد
ولابد أن يؤدى حق هذا المذهب، وحق رئيس هذا المذهب بالقدر الميسور.
تلك المرأة التي أنفقت حليّها ومجوهراتها لتبلغ شرف زيارته، هكذا كافأها وجازاها.
أيها المعزون في كل أنحاء ايران، إذا أخرجتم مواكب العزاء والندبة يوم شهادته و
ولطمتم رؤوسكم وصدوركم على غربة قبره المهدوم
كيف إذاً سيكون دعاؤه لكم وجزاءُه؟
اللهم ارحم الصرخةَ التي كانت لنا.