• الموقع الرسمي لمکتب سماحة آیة الله العظمي الوحيد الخراساني

    ان نفس العنوان الذي تلبّس به السادة
    رؤساء أفواج حجاج بيت الله الحرام
    يكفي في بيان أهمية هذا الأمر
    إن القرآن الكريم يشتمل على عبارات وإشارات
    ولطائف وحقائق
    إنه الكتاب المنزل لعامة الناس


    في سفره الى مكة المكرمة , شهر رمضان المبارك لعام ۱۴۲۷ للهجرة النبوية
    ان نفس العنوان الذي تلبّس به السادة
    رؤساء أفواج حجاج بيت الله الحرام
    يكفي في بيان أهمية هذا الأمر
    إن القرآن الكريم يشتمل على عبارات وإشارات
    ولطائف وحقائق
    إنه الكتاب المنزل لعامة الناس

    بيان آية الله العظمى الوحيد الخراساني دام ظله
    في سفره الى مكة المكرمة , شهر رمضان المبارك لعام ۱۴۲۷ للهجرة النبوية
    بسم الله الرحمن الرحیم
    ان نفس العنوان الذي تلبّس به السادة
    رؤساء أفواج حجاج بيت الله الحرام
    يكفي في بيان أهمية هذا الأمر
    إن القرآن الكريم يشتمل على عبارات وإشارات
    ولطائف وحقائق
    إنه الكتاب المنزل لعامة الناس
    «وَ نَزَّلْنَا عَلَيْك الْكِتَاب تِبْيَاناً لِّكلِّ شىْ‏ءً»
    فهو لا محالة هدى للناس
    إذ ليس هناك مفهوم أعم من "الناس"
    وجميع افراد البشر بمراتبهم المتعددة
    يندرجون تحت عنوان الناس
    فلا محالة للكتاب المنزل لكافة الناس المراتب التالية بالضرورة والبداهة :
    عباراته لعوام الناس
    وإشاراته للعلماء
    ولطائفه للأولياء
    وحقائقه للأنبياء
    ولهذا الحديث بحث مفصل
    وما اريد قوله هنا أن على العلماء التدقيق في إشارات القرآن الكريم
    فقد عنون الباري تعالى موضوع الحج في قرآنه الكريم بنحو
    يحيّر ويدهش المتأمل فيه
    فقد قال بالنسبة للصيام مثلاً :
    «كُتِب عَلَيْكمُ الصيَامُ كَمَا كُتِب عَلى الَّذِينَ مِن قَبْلِكمْ»
    لكنه عبر عن الحج بقوله :
    «وَ للَّهِ عَلى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
    مَنِ استَطاعَ إِلَيْهِ سبِيلاً»
    ثم عقّب ذلك بقوله تعالى " ومن كفر "
    معللاً بهذه العلة :
    «فَإِنَّ اللَّهَ غَنىُّ عَنِ الْعَالَمِينَ»
    ولا نجد هذا التعبير في غيره من الفرائض
    وهذه الآية تتعلق بأصل وضع الحج وجعله
    وهناك آية أخرى تتعلق باتمام الحج .
    فأصل الشيء امر
    وإتمامه أمر آخر
    وهذا من دقائق القرآن الكريم
    أما بالنسبة الى أصل وضع الحج فقد عبر تعالى بقوله :
    «وَ للَّهِ عَلى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ
    مَنِ استَطاعَ إِلَيْهِ سبِيلاً»
    ثم يشير بعد ذلك الى أن الإعراض عن الحج كفر
    ثم يعلل ذلك بان " إن الله غني عن العالمين "
    وأما الآية التي تتعلق باتمام الحج فهي:
    «واتموا الحج والعمرة لله»
    وكلام الباري غاية في الدقة والنظم ؛
    فقد شرع بكلمة " الله " في أصل وضع الحج حيث قال "ولله"
    وختم بكلمة "لله " .
    ينبغي التدقيق في الأمر ,فالمبدأ هو الله
    والغاية هو الله .
    ولله علی الناس حج البیت من استطاع الیه سبیلا.
    هذا ابتداء الأمر
    وقوله«واتموا الحج والعمرة لله» ختامه
    فقد ابتدا الوضع بـ " لله " وانتهى بـ " لله "
    فكلا الآيتين تعنونتا بكلمة " لله "
    غاية الأمر أن اللام الأولى للضمان,
    واللام الثانية هي لام الداعي والباعث للعمل
    وفي كلا اللامين عالم من المعارف
    فقوله «و لله علی الناس حج البیت» على نحو الضمان
    والضمان والعهدة في الذمة اللذان هما على نحوالدين
    وكل الفرائض الإلهية هي ديون من وجهة النظر العلمية الدقيقة .
    لكن الاشتغال بها أمر عقلي
    ويختلف الأمر بالنسبة لخصوص الحج فهناك اشتغال نقلي بخصوصه
    لک علیّ کذا، لی علیک کذا.
    هذا هو تعبير القرآ، حيث قال: " لله على الناس "
    وهذا التعبير كاشف عن الحق الثابت في الذمة "الدين "
    وهذا أمر عقلي تكفل به الدليل النقلي الشرعي
    والهدف من ذلك هو الافهام
    بأن القضية من قبيل الدين والحق في ذمة الناس
    غاية الأمر تقييدها بقاعدة " من استطاع "
    ثم يحدد المسالة اكثر حينما
    يقرن ترك الحج بالكفر
    وهذا التعبير قد ورد في نصوص روايات الصلاة
    فعبر عن ترك الصلاة بالكفر
    لكن الملفت ورود هذا التعبير في نفس القرآن الكريم بالنسبة لتارك الحج
    وقد ذكر المشايخ الأربعة ؛المفيد والكليني,وشيخ الطائفة والشيخ الصدوق هذه الرواية
    ونقلوها في كتبهم
    وعلاوة على نقل المشايخ الاربعة للرواية فان نفس الرواية معتبرة سندا بحيث
    يمكن للفقيه الفتوى على اساسها في المسائل الاحتياطية .
    ومتن الرواية على النحو التالي :
    من استطاع الحج ولم يحج
    ومات ,(يخير)
    فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً .
    وهذا يعبر عن أهمية الأمر بالنسبة الى موضوع الحج
    فيتضح من هذا النحو من البيان في الآية والرواية
    أهمية دور المتصدين لهذه الوظيفة ؛
    فنحن عاجزون عن ادراك أهمية هذا المكان أولاً
    وماهية وحقيقة هذا البنيان !
    وما تلك الاحجار المرصوص بعضها على البعض الاخر ؟
    «وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسمَاعِيلُ
    رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّك أَنت السمِيعُ الْعَلِيمُ»
    لكننا نقول أولا : إن الله قد اختاراثنين من عباده لذلك العمل؛
    الأول: خلیل الله
    والثاني: ذبیح الله
    ثم حدث ما حدث من أمر الابتلاء: «واذ ابتلی ابراهیمَ ربُه بکلماتٍ فاتمهن»
    فجعل من ابراهيم (ع)
    العامل والرافع لقواعد هذا البيت بيديه.
    وذلك الذبيح الذي خاطبه ابوه :
    «انی اری فی المنام انی اذبحک»
    كلمات تدهش وتحير .
    تصورها سهل
    إلا أن إنجازها من الصعوبة بمكان
    «یا ابت افعل ما تؤمر
    ستجدنی ان شاء‌الله من الصابرین»
    وبعد أن أخرجهما من ذلك المحك والاختبار
    أمرهما أن يبنيا هذا البيت
    هذا البيت الذي لا يدرك ولا يوصف .
    والاهم في الأمر أن هاتين الشخصيتين توجها الى الله متضرعين
    «ربنا تقبل منا انک انت السمیع العلیم»
    وفي نهاية المطاف تبينت أسرار ذلك البيت
    إنكم من أهل الفضل وتكفيكم الاشارة
    وعليكم التأمل والتفكير بعد ذلك
    إن الهدف من الخلقة وثمرة عالم الوجود هو المعرفة والعبادة .
    والخلقة انما هي مقدمة
    وجميع هذا العالم قشور
    والمهم هو العقل وحده
    والانسان حامل لذلك العقل
    دعامة الإنسان العقل.
    لقد رفعت قوائم هذا البيت, وبانيه هو الإنسان
    «و سخّر لکم ما فی السماوات و ما فی الارض»
    وأوقد مصباح العقل في مخ صاحب (باني) هذا البيت
    ووقود هذا المصباح هي المعرفة عن طريق النور
    وحرارته الإيمان والعبادة.
    وهذا هو الهدف من الخلق.
    ومتى تحصل هذه النتيجة ؟ بالبعثة .
    والبعثة لا بد من انطلاقها من البداية الاولى
    وكمالها وغايتها في وصولها الى مقام الخاتمية,
    فالخاتم (ص) هو غاية خلق هذا العالم وثمرته
    ويبعث الخاتم (ص) لأجل
    إيصال هذه البشرية الى الغاية القصوى التي هي
    عبارة عن المعرفة والعبادة
    والمهم الآن هو
    أن تلك البذرة لغاية الخلق وثمرة البعثة
    قد زرعت الى جانب هذا البيت
    وهذا سر عظمة هذا البيت .
    وهذا ما ينبغي معرفته في حقيقة الكعبة
    وحقيقة هذا المكان, وما هو تكليفنا تجاه هذا البناء ؟
    «رَبَّنَا وَ اجْعَلْنَا مُسلِمَينِ لَك
    ومِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسلِمَةً لَّك
    وأَرِنَا مَنَاسِكَنَا»
    عبارات مدهشة ومحيرة .
    وبعد أن رفع قواعد البيت بذلك الإخلاص,
    نفس ابراهيم واسماعيل ,
    دون مساعدة أحد آخر
    اذا لا لياقة عند الآخرين لهذا المقام
    إنما انحصر ذلك في الخليل والذبيح
    بعدها دعوا الله
    « رَبَّنَا وَ اجْعَلْنَا مُسلِمَينِ لَك
    ومِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسلِمَةً لَّك
    وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا»
    التفتوا جيداً, ولا تستخفوا بمناسك الحج
    فقد قال ابراهيم (ع) حينها :
    وأَرِنَا مَنَاسِكَنَا»
    بين لنا أنت تكاليفنا تجاه هذا البيت
    وبعد أن زرع بذور ثمرة الوجود هنا قال:
    « رَبَّنَا وَ ابْعَث فِيهِمْ رَسولاً مِّنهُمْ
    يَتْلُوا عَلَيهِمْ ءَايَاتِك
    وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَاب وَالحِْكْمَةَ
    وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّك أَنت الْعَزِيزُ الحَْكِيمُ».
    يا له من دعاء , ومن الداعي؟
    دعاء من صاحب تلك السواعد المتعبة
    من مثل تلك النفس المخلصة ,
    حينما تم بناء هذا البيت
    القيت هنا بذور كمال الوجود .
    هذه الواقعة وردت في سورة البقرة...
    التفتوا جيداً .وقد قلت لكم في القرآن إشارات يجب التأمل فيها ...
    هذه القصة وردت في سورة البقرة. انتهى الدعاء
    والان انتقلوا الى أواخر القرآن الكريم , الى سورة الجمعة
    بسم الله الرحمن الرحیم
    یسبح لله ما فی السماوات و ‌الارض
    الملک القدوس العزیز الحکیم»
    والمطلب مهم للغاية لأمور:
    أولاً : لانه حينما يبتدا السورة بقوله :
    یسبح لله ‌ما فی السماوات و ما فی الارض
    ويذكر خمسة من أسماءه تعالى في الآية رقم ۵
    الله،‌ الملک، القدوس ،‌العزیز، ‌الحکیم،
    وقد ذكر تعالى هذه القضية في موردين من القرآن الكريم
    أحدها حينما قال:
    «هو الذی بعث فی الامیین رسولا منهم
    یتلو علیهم آیاته
    ویزکیهم
    ویعلمهم الکتاب والحکمه
    والثاني حينما قال:
    «لقد من الله علی المؤمنین
    اذ بعث فیهم رسولا من انفسهم
    یتلو علیهم آیاته ویزکیهم
    ویعلمهم الکتاب و الحکمه»
    والمهم ان ذلك كان ما دعى به ابراهيم (ع).
    وقد اشارت الآيات في الموردين الى استجابة الله لدعاءه (ع) .
    ففي سورة الجمعة التي ذكر الله فيها خمسا من اسماءه كانت الاستجابة بقوله : هوالذي ...
    وفي المورد الآخر قال: "لقد من الله ".
    والنتيجة هي:
    أن بيت الله هو ذلك البيت
    الذي أسس فيه مبدأ كمال البشرية.
    وهو منتهاه وغايته .
    وهو المهم في الأمر. والنتيجة صارت على النحو التالي:
    بذرت بذرة النبي الخاتم (ص) في هذا البيت
    واينعت ثمارها في نفس هذا البيت أيضاً.
    ومن هنا طلعت تلك الشمس التي قال عنها الله :
    والشمس وضحاها
    " یا ایها النبی انا ارسلناک شاهدا
    ومبشرا ونذیرا
    وداعیا الی الله باذنه
    وسراجا منیرا»
    والنتيجة هي: ان الكعبة تعني
    المركز الذي ببركته يحصل الغرض والهدف من الخلق والغاية من البعثة .
    وما يحير العقول هو أن
    الدعاء من ابراهيم (ع), والاجابة من الله وانتهى الأمر
    لكن ما هو الهدف والغاية النهائية؟
    الغاية النهائية من البعثة ان تعم
    تلاوة آيات القرآن الكريم
    والتزكية
    والتعليم للكتاب والحكمة
    الكرة الارضية وتشملها برمتها
    وتتحول بجميع مراتبها من القوة الى الفعل
    وكيف يتحقق ذلك ؟ ومتى ؟
    يتحقق ذلك حينما :
    «هو الذی ارسل رسوله بالهدی ودین الحق
    لیظهره علی الدین کله»
    وذلك لابد ان ينطلق من هذا البيت أيضاً
    وإنما تفهم عظمة الكعبة حينما
    يتضح أن بذر خاتم النبيين (ص) زرع الى جانب هذه الأحجار
    وان كمال هذه البعثة الذي يتم بظهور ولي العصر (عج)
    لا بد أن يتم ذلك ويتحقق الى جوار هذا البيت
    ولا يليق به أيّ مكان آخر على الإطلاق
    ويكفينا نفس تصور هاتين الكلمتين :
    التي نقلها كل من السنة والشيعة
    والعجب أن هذه الرواية هي مورد اتفاق الفريقين
    فقد نقلها العامة كما نقلها الخاصة ايضاً.
    أن ولي العصر يخرج من الكعبة و
    جبرئيل عن يمينه,
    وميكائيل عن يساره,
    على رأسه غمامة,
    فيها مناد ينادي :
    هذا المهدی خلیفة الله فاتبعوه.
    وماذا يعني كون جبرئيل عن يمينه ؟
    وماذا يعني كون ميكائيل عن يساره ؟
    جبريل الأمين ناموس العلم
    وميكائيل ناموس الرزق
    ان قوام وجود الإنسان في أمرين :
    الرزق المادي من الناحية الجسمية ,
    والعلوم والكمالات الإنسانية من الناحية المعنوية,
    فكون جبرائيل عن يمينه يعني
    أن ناموس العلم بيده اليمنى
    وكون ميكائيل عن يساره يعني
    أن ارزاق العالم بيده .
    يظهر (عج) في ذلك البيت على ذلك الحال .
    ما هي النتيجة التي نستخلصها مما طرحناه ؟
    النتيجة هي انكم قد عرفتم كلكم ماهية وظيفتكم وانها كلمتين
    والكلمتين هما :
    أن كل رجل دين مكلف بامر معين ضمن أفواج الحجاج
    فوظيفته هي أولاً:
    أن يطلع الحجاج على عظمة هذا البيت
    اننا لانستطيع في مجلس واحد
    بل حتى في مئات المجالس لانستطيع ان نعطي هذا المكان حقه
    فكل آية ترونها , كل جملة؛
    «انّ اولّ بیتٍ وضع للناس» بحر من العلوم والمعارف
    «ولیطّوّفوا بالبیت العتیق» عالم آخر من العلوم والمعارف
    «و اذّن فی الناس بالحج»ملحمة...
    كل واحدة من هذه الآيات عالم من العلوم والمعارف.
    فعليكم أن تطلعوا الحجاج على عظمة هذا الحج
    الحج, هو القصد
    والقصد مفهوم تعلقي ,
    يتقوم بالقاصد والمقصود
    القاصد هو أنتم وهؤلاء...
    والمقصود ما هو ؟ إنه هذا البيت .
    فلا بد من معرفة المقصود
    على كل فرد منكم أن
    يقوم بتبيين عظمة المقصود (وهي الكعبة) كما يليق به .
    وعليكم التعرف على ثمرة هذا القصد وثمرة ذلك المقصود والسعي اليه
    وما هي النتيجة ؟ انها على الشكل التالي
    من اليوم الاول الذي يتحرك فيه الفوج
    الى حين الرجوع
    وظيفة كل فرد منكم ان تلفتوا أنظارالأشخاص
    الذين هم تحت اشرافكم الى أمرين
    كلمتين اثنتين لا أكثر.
    ما هما تلكما الكلمتين ؟
    الأولى : مَنْ منه الوجود
    وهو الله تعالى
    والثانية: مَنْ به الوجود
    وهو ولي العصر (عج)
    فحينما نعرف سبب بناء هذا البيت
    وحينما نعرف مبدأه ومنتهاه
    علينا أن نعي أن وظيفتنا تجاه ذلك الحاج الذي يقدم الى مكة ثم يرجع
    هي أن نرجعه عارفاً بكلمتين اثنتين :
    احداها الله وهو ما منه الوجود,
    والأخرى ولي الله وهو ما به الوجود
    وكل ما في الوجود انما هو ببركة وجوده
    احرصوا على ان تستغلوا جميع مجالسكم
    في تثقيف الحجاج بهذه الأمور فانكم
    ستتذوقون حلاوة ثمارها فيما بعد
    ونذكركم بامر أيضاً؛
    للعلامة , ذلك الجهبذ كتابان ؛
    ولكتبه قيمة خاصة
    لكن للاسف فان عظماء الشيعة مجهولو القدر
    يقول العامة بشأن العلامة الحلي:
    یکتب وهو راکب
    ویزاحم بعظمته الکواکب.
    والخلاصة أنه فحل الفحول .
    هذا الرجل لديه كتاب باسم التبصرة.
    كتبه لمقلديه.
    وسماه تبصرة العوام
    وقد قدم كبار العلماء الشروحات عليه
    من العهود الأولى كالمحقق شارح التبصرة
    الى العصور المتأخرة كالآغا ضياء .
    وكتابه الآخر اسمه التذكرة "تذكرة الفقهاء "
    كتب هذا الكتاب للفقهاء
    وكلامنا لكم ليس من قبيل التبصرة بل من قبيل التذكرة
    نذكركم لا نعلمكم
    وفرق بين هذين المصطلحين
    فالتعليم أمر والتذكير أمر آخر
    ان ما ينبغي ان تستذكروه وتلتفتوا اليه هو هذا الذي أقوله لكم
    فانه عصارة عمر غاية الأمر عليكم العمل والتطبيق
    لتحصدوا النتاج
    عليكم أن تغتنموا كل مجلس يقام
    بقراءة زيارة "سلام على آل ياسين "
    وليس من الضروري قراءة أدعيتها ؛بل يكفي قراءة نفس الزيارة
    فهي الإكسير الأعظم.
    لأنه نفسه (ع) قال:
    اذا اردت التوجه والتوسل الى الله بنا
    فقل : سلام على آل ياسين...
    واختموا مجالسكم بالدعاء لإمام الزمان(ع)
    حتى يغيّر مجلسكم باشراقة أنواره
    فانه من المحال ان تقفوا قبال الشمس
    دون ان تكون الشمس قبالكم
    فاذا ما توجهتم اليه فانه سيقبل اليكم أيضاً
    اشراقته الاكسير الذي يقلب جوهر الامور
    قسموا المجالس التي يجتمع فيها افواج الحجاج الى ثلاثة اقسام
    قسم لتعليم الأحكام.
    وقسم لتهذيب النفس ,
    وقسم لإحكام العقائد
    احرصوا على تقسيم مجالسكم على هذا النحو
    فاذا ماتم ذلك كانت تلك المجالس:
    فریضةٌ عادلهٌ
    سنةٌ قائمهٌ
    فقد جمعتم بين الفريضة والسنة والآية المحكمة.
    فالآية المحكمة هي إحكام عقائد الناس,
    والفريضة العادلة هي تعليم الأحكام الشرعية,
    والسنة القائمة هي تهذيب الأخلاق.
    واسعوا ان لا تخرجوا عن اثنتين في كلامكم مع الناس:
    آية قرآنية أو رواية عن أهل بيت العصمة والطهارة (ع)
    «کل ما لم یخرج من هذا البیت فهو باطل»
    احرصوا على ذلك...
    واعلموا ان التهذيب والتربية لا يتيسر الا بالآيات والروايات فقط.
    هذا بالنسبة الى ترتيب المجالس.
    فاذا ما تم ذلك لكم فان جميع من كان تحت اشرافكم
    سيكونون من جهة العقيدة
    ومن جهة العمل
    ومن جهة الاخلاق
    من المستفيدين
    فانه اذا توفر الجذر والساق والاغصان
    فالثمرة حاصلة لامحالة.
    «الم تر کیف ضرب الله مثلا کلمة طیبة
    کشجرة طیبة
    اصلها ثابت
    وفرعها فی السماء»
    وبهذا تكونون قد اتجرتم لأنفسكم من هذا الحج تجارة
    لا يقدر ربحها وعطاؤها
    لكن يمكن القول بالاجمال:
    «تجارة ‌مربحة یسّرها لکم ربکم»
    فقدروا قدر هذه النعمة.
    أن تكونوا مرشدين لحملات الحج ليست مسألة عادية
    ولا استطيع في مجلس او مجلسين ان أبين لكم
    أهمية هذا العمل
    وماهية الآثار التي تترتب عليه .
    لكن باعتباركم من أهل العلم فاني اقول لكم كلمتين :
    كلمة من الله تعالى:
    «و انذرهم یوم الحسرة اذ قضی الامر»
    وكلمة من امير المؤمنين (ع):
    «اجتمعت علیهم حسرة‌ الفوت و سکرة الموت»
    ما هي هذه الحسرة؟
    هي حسرة توفر الفرصة للانسان
    ولم يستفد منها الاستفادة التي كان عليه ان يستفيد منها
    وجميع الناس في حسرة يوم القيامة
    الذين عملوا (علماً او عملاً) في حسرة
    والذين لم يعملوا في تلك الحسرة
    فالذين لم يعملوا يتحسرون على خسرانهم
    والذين فازوا يتحسرون على الكثير الذي فاتهم
    فاعملوا على الاستفادة من كل لحظة من اوقاتكم ,
    وعلموا الناس الطرق التي تفيدهم في تربية أنفسهم .
    لتربية الناس طرق واساليب
    وفيها مشكلات .
    والطريق الذي ساذكره لكم الآن
    وانشاء الله ستعملون به انتم أيضاً
    وتلتزموا به من الغد
    وأوصوا الحجاج به أيضاً ؛وابدأوا به من الغد؛
    اقرأوا جزأً من القرآن الكريم كل يوم ,وفي الشهر تكونون قد قراتم ختمة لكن عليكم القراءة بهذا النحو:
    الشهر الأول وهو هذا الشهر(شهر رمضان)
    قوموا بذلك. والا ضاعت منكم الفرصة!
    فتبتلون بالحسرة التي لا توصف
    ابدأوا من شهر رمضان هذا
    اولئك الذين بدأوا برنامجهم القرآني فطوبى لهم .
    واما اولئك الذين لم يشرعوا بذلك فليبدأوا في هذا الشهر
    بقراءة جزا واحد كل يوم هدية الى سيدنا خاتم النبيين (ص).
    ويعيدو الكرة في الشهر الثاني,
    ويهدوه الى سيدنا امير المؤمنين (ع).
    وهكذا الى إمام الزمان (عج) .
    ثم تعيدوا من الاول .
    قوموبذلك بانفسكم ,
    ولقّنوه لجميع الحجاج و
    ليشارك الجميع في هذا العمل.
    وحينها ما هو الاثر المترتب على ذلك؟
    إن اثره هو...
    هو ما سانقله لكم في هذه الرواية
    هذه الرواية التي هي من القوة سنداً
    ما تجعل الفقيه يفتي على اساسها .
    وفرق بين الرواية المنقولة المرسلة
    أو المقطوعة أو المسندة لكن السند ليس بحجة
    وبين الرواية التي هي مسندة أولاً وسندها قوي في نفس الوقت .
    وقوتها أيضاً في مستوى يجعل حتى الفقيه كثير الاحتياط
    امثال الشيخ الانصاري يفتي على اساس هذا السند.
    والرواية عبارة عن التالي: جاء احدهم الى الاما م(ع) وقال:
    لقد ختمت القرآن مرات في شهر رمضان
    واهديته لجدك وأبيك ولك
    فمالي بهذا ؟
    وبعد أن سأله ذلك السؤال أجابه الإمام (ع) :
    لک بهذا أن ‌تکون معهم
    لقد أدهشه وحيره. أيكون هذا ياترى أن "تكون معهم "
    إن اجرك في قبال عملك هذا ان تكون معهم
    في معية خاتم النبيين (شيء يحير العقول)
    معية موسى بن جعفر (ان ذا ليدهش العقل)
    في معية الامام الرضا(ع) (وهذا مذهل)
    نعم! انها الرحمة الواسعة
    آمل أن تكونوا من الذين يستفيدون قدر الإمكان وجميع الحجاج من هذا السفر
    الوقت ضيق ويكفيكم هذا القدر
    ونسال الله تعالى ان يجعلنا من زمرة حجاج هذا البيت
    وأن يجعلنا في زمرة المعتمرين
    ويقلبكم الى اهلكم مقبولي الأعمال
    وآمل ان تختموا مجالسكم بذكر الله وذكر امام الزمان (ع)
    لتبقى هذه التحفة ذخراً لكم ولأمواتكم وأولادكم للأبد.
    اللهم کن لولیک الحجة بن الحسن
    صلواتک علیه وعلی آبائه
    فی هذه الساعة وفی کل ساعة
    ولیا وحافظا
    وقائدا وناصرا
    ودلیلا وعینا
    حتی تسکنه ارضک طوعا
    وتمتعه فیها طویلا.
    اللهم اصلح کل فاسد من امور المسلمین
    اللهم صل و سلم علی محمد و آل محمد
    و‌صل وسلم علی جمیع الانبیاء والمرسیلین
    والاوصیاء والشهداء والصدیقین
    وعبادک الصالحین
    اللهم اغفر للمؤمنین والمؤمنات
    والمسلمین والمسلمات
    الاحیاء منهم والاموات
    تابع اللهم بیننا و بینهم بالخیرات.

    تم تسجيل الطلب بنجاح

    OK
  • الرئيسة
  • الأخبار
  • المرئيات
  • البیانات
  • التصريحات المختارة
  • مراسيم المكتب
  • الدروس
  • تفسير القرآن الكريم
  • الأحكام الشرعية
  • الفتاوى
  • سؤال فقهي
  • ارسال الإستفتاء
  • الإرشادات
  • حكايات وعبر
  • التوصيات
  • العقائدية والأخلاقية
  • المنشورات
  • المؤلفات
  • قصائد سماحته
  • سيرة حياة
  • التواصل معنا
  • المكاتب
  • الإتصال بنا