من كان كلامهم مطابقا للواقع
و شاهدوا
الأسماء التي كتبت
في ليلة الواحد من المحرم
بقلم أبي الفضل العباس
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى
ومنْ أحْسنُ قوْلاً مِمّنْ دعا إِلى اللّهِ
هذا نص القرآن الكريم
طبعا إن فهمه و إدركه
يخص عظماء الدين
عندما يقول الله تعالى ومنْ أحْسنُ قوْلاً
يعني أنه لا شيء في الوجود
أعلى من هذا الأمر
هذا هو عملكم
لكن بشرط أن تعرفوا قدر هذه النعمة
نحن رأينا من العظماء
من كان كلامهم مطابقا للواقع
و شاهدوا
الأسماء التي كتبت
في ليلة الواحد من المحرم
بقلم أبي الفضل العباس
بأمر من سيد الشهداء
عليكم أن تسعوا حتى تكتب أسماؤكم في هذا الدفتر
و حذاري من أن تحذف منه
فتكون حسرة ما بعدها حسرة
ما هي وظيفتكم؟
بداية يجب أن تعرفوا طبيعة عملكم
فكل عمل له شروط
الصلاة تحتاج إلى وضوء
فحتى لو طال ركوعها ألف عام
و كانت من غير وضوء كانت تلك الصلاة باطلة
إن عملكم هو الدعوة إلى الله عز وجل
ومنْ أحْسنُ قوْلاً مِمّنْ دعا إِلى اللّهِ
إن في الدعوة إلى الله مطالب عدة
المطلب الأول أنه يجب عليكم
أن توضحوا للناس نعم الله وألطافه
في جميع مجالسكم
حتى يعرفوا أنه المبدأ و أنه المنتهى
و أن كل شيء فانٍ إلا هو
و أن كل شيء متعلق به
بحيث لا ينسى أولئك الناس
ذكر الله جل وعلا
يجب أن تشرحوا لهم أنا خلقنا من نطفة نتنة
لا تستأهل أكثر من أنه
إذا سقطت في حضن أب أو أم
كانت ستغسل و ترمى بعيدا
من أين خلقنا؟ من خلقنا في هذه الصورة؟
ما نحن إلا تلك النطفة من الذي صورنا هكذا؟
يكفي أن يهتز عصب واحد
من عقلنا قليلا
فلا نعرف حينها يدنا اليمنى من اليسرى
نحن غارقون في نعمه في كل آن
يجب عليكم أن تعملوا تحت مراقبته و إشرافه
بطريقة تهدوا بها الناس
بقولكم و عملكم
حتى يبقوا في ذكره ليلا و نهارا
حاولوا أن لا يبقى في تلك المناطق تارك للصلاة
هذا هو الطريق الذي يجب أن يسلك في مسار التبليغ
يجب أن نضع كل ما نسجه الخيال والوهم جانبا
فالمسار هو ما يحدده الله عز و جل
مُبشِّراً ونذِيراً
وكل شيء يجب أن يقاس عليه
لم هذه المنابر الخالية من الفائدة؟
نحن في تراجع
إذ أن كل المطالب فقدت جوهرها الأصلي
مبشراً و نذيراً
يا أيُّها النّبِيُّ إِنّا أرْسلْناك
شاهِداً ومُبشِّراً ونذِيراً
وداعِياً إِلى اللّهِ بِإِذْنِهِ
هذا هو طريق الدعوة إلى الله
إن القرآن الكريم هو المعتمد
فالبشارة و الإنذار
الآيات الدالة على النعيم
الآيات المشيرة إلى الجحيم
الروايات الدالة على رحمة الله و عذابه
هذه هي الآيات و الروايات التي يجب أن تذكروها على المنابر
حتى يستيقظ الناس إلى الواقع
افتحوا القرآن و اقرأوا سورة الملك
ثم انظروا ما جاءت به؟
اقرأو سورة الواقعة
إِذا وقعتِ الْواقِعةُ ليْس لِوقْعتِها كاذِبةٌ
خافِضةٌ رافِعةٌ إِذا رُجّتِ الأْرْضُ رجًّا
وبُسّتِ الْجِبالُ بسًّا فكانتْ هباءً مُنْبثًّا
كيف هو اليوم الموعود؟
اليوم الذي يتناثر فيه جبل دماوند و يصبح هباء منبثا
فتراه كالغبار في أشعة الشمس
يا أيُّها النّاسُ اتّقُوا ربّكُمْ
إِنّ زلْزلة السّاعةِ شيْءٌ عظِيمٌ
و بالإجمال إن مسير عملكم هو التبشير و الإنذار
قراءة الآيات الدالة على الرحمة و قراءة الآيات الدالة على العذاب
أي ما هو جزاء كل عمل نقوم به؟
إذا من الضروري أن يعرف الجميع
طبيعة الأمر المقدمين عليه
يجب أن تعدوا لذلك
فتطبقوا ما أعددتموه على أنفسكم
ثم تقوموا بإرشاد الناس و تعليمهم
ابدأوا بالبرنامج منذ هذه الليلة
و أوصوا الناس هناك باتباعه
لكن بداية يجب أن نعرف
أنه يجب أن لا نغتر بتأثير كلامنا على الناس
بل يجب أن نهيء أرضية على الطريقة الصحيحة
ثم نقوم بنثر البذور عليها
نحن أيضا يجب علينا أن نغير أنفسنا
ما الطريق؟
الطريق أن تجعل صلاتك مقدمة على كل عمل
يجب فهم مسلك الدين
يلزم بهذه الكيفية أن تدرك دقائق الامور
كم هو سهل ذكر خاتم الأنبياء في أفواهنا
لكن حقيقة الخاتمية
ذلك الشخص الأول في عالم الإمكان
ذلك الشخص عندما وافته المنية
و كما تعلمون أن أهم لحظة عند كل إنسان
هي لحظة وفاته
لكن المحير للعقول
هو أنه عندما كانت تقبض روح رسول الله ص
قال كلمتين
ثم انطفأ ذلك السراج المنير
الذي أوقده الله عز وجل
لقد كانت جملته الأخيرة
" الصلاة و ما ملكت أيمانكم "
فكانت هي آخر جملة له:
"الصلاة وما ملکت ایمانکم".
والخلاصة إن شرح هاتين الكلمتين تحتاج إلى كتاب كامل
لكن يجب أن نثبت نقطتين هنا
احداها هي أن أقوى موجود
هو ذات القدوس الحق
والطريق اليه هو الصلاة
الثانية هي أن الأضعف بين الموجودات
لقد أنهى حياته ببيان هذين الأمرين
هذا هو عمل رأس و أساس هذا الدينرسول الله صلى الله عليه واله
وأيضا فإن صاحب هذا المذهبالإمام الصادق عليه السلام أوصى بوصية قبل رحيله من الدنيا
ما هي تلك الوصية؟
لقد قال إن شفاعتنا
لا تنال مستخفا بالصلاة
اسعوا بحيث لا يبقى في تلك المناطق
تارك للصلاة بعون الله تعالى
هذه هي وظيفتنا تجاه الله عز و جل
أما المطلب الثاني والذي يلزم أن يترجم الى عمل وسلوك
سواء في أنفسنا أم في الذين يشتركون معنا في هذا الطريق
وما ذكرناه يلزم أن تكون النفوس فيه مستعدةً
ثم بعد ذلك
تنثر بذور الآيات و الروايات
لكن ما هي الأمور التي تجعل من نفوسنا مهيئة؟
يجب ادراك هذه المطالب بشكل جيد
لاحظواما جاء في آيات القرآن
لقدْ منّ اللّهُ على الْمُؤْمِنِين
إِذْ بعث فِيهِمْ رسُولاً مِنْ أنْفُسِهِمْ
ماهي بداية هذه الآية؟
يتْلُوا عليْهِمْ آياتِهِ
إن الفقيه
يلزم عليه أن يفتح أبوابا كثيرةً من دقائق القرآن وإشاراته
إن أول شيء يجب القيام به
هو قراءة آيات الله عز و جل
إن القرآن مجهول بيننا!
انظروا إلى شعاع الشمس ماذا يفعل في الأرض؟
يبيد كل المخلوقات المضرة
و يستخرج تلك القوى الكامنة من الأرض
هكذا هي روحي و روحك أيضا
لكن شمسها القرآن
هذا ليس خطابةً بل كل ما ذكرناه قائم على براهين
طبقوا ذلك بأنفسكم
و سيروا هنالك بسيرة
تجذب الناس الى هذا الدين
ولمن يعرف القراءة والكتابة
فإن هذا العمل ضروري جداً
و ابدأوا أنتم بذلك أيضا
وعندما يطرح الله مطلبا في القرآن الكريم
فإنه يجب أن يكون عندنا من الإدراك ما يكفي
لفهم هذا المطلب
فاقْرؤُا ما تيسّر مِن الْقُرْآنِ
هذا هو كلام الله عز و جل
يجب أن لا تتركوا قراءة القرآن
و تواظبوا عليها في كل يوم
و اسعوا أن تتبعوا في قراءتكم للقرآن هذه الطريقة
ابدأوا الختمة من البداية
و اهدوا ثوابها لصاحب العصر و الزمان
فلهذه الأمور خصوصيات
و لها آثار عظيمة
و ها نحن نبين لكم عصارة عمر كامل
فإذا أردنا تفصيل ذلك
لن تسع حينها هذه المجالس و المحافل لبيانها
فإذا جمعتم ما ذكرناه مع هذا القرآن
استطعتم تغيير أنفسكم
حينها يجب عليكم و يجب على الناس و على كل من يصعد المنبر
أن يطبق هذه الأمور
و خلاصة المطلب أنه يجب أن يكون هناك ارتباط بين الناس و بين الله و صاحب الزمان
و كل ما دون ذلك يعد غير صحيح
يجب أن يكون المرتبط به هو الله وصاحب العصر و الزمان فقط
و الطريق لذلك هو هذا
لكن أين نحن منه؟
و أنى لنا أن نقيس أنفسنا به؟
بل و هل نستطيع أن نتصور مقام صاحب الزمان؟
هذه قضية نقلها لي الميرزا أحمد
- ابن المرحوم الآخوند-
وكان الميرزا أحمد قد درس
الكفاية عند والده الآخوند
وقد تفضل علينا بدوره ودرسنا الكفاية
وكانت له عناية خاصة
كان الميرزا أحمد ابنا للآخوند و مثالا للتقوى
لقد كان هؤلاء الناس هنا يوما ما
لكن لم يبق منهم أحد اليوم ذهب الجميع ولم يسد مسدهم أحدٌ بعدهم
قال لي مرضت أمي
و مهما حاولنا لم نستطع معالجتها
ثم أخبرونا أنه قد وجد سيدٌ
يعلم علم الرمل و يخبر بكل شيء
قال فقصدت السيد
بمرافقة أخي – المرحوم آقا زاده –
فدخلنا رواق أمير المؤمنين
و أشار لنا أحدهم على مكان السيد
قال مشيت و أخي الآقا زاده الكبير
- و كان لديه شهادة اجتهاد من الآخوند –
قال مشينا إلى السيد و سألناه أنت هو ذلك السيد؟
وقد تبين لنا أنه هو
قال بعد ذلك أضمرت نيتي
و لم أخبر بها أحدا
و ما إن أظهر السيد سبحته
وأمر يده على حبّاتها ثم قال بدون تردد
إن ما تضمره من نية يرجع لامرأة
قد أصابها مرض شديد سرى في جميع أعضائها
و كل محاولاتكم في معالجتها باءت بالفشل
و إنني أخبركم أن هذه المرأة ستموت بعد ثلاثة أيام
قال فنظر إلي أخي و قد كان يقف بجانبي
وكان قد عرف ما أضمرته
حيث كان الموضوع متعلقاً بأمي
فقال و أنا أضمر أمرا أيضا
قال و ما إن أخرج سبحته و بدأ يقلبها
حتى تغير لونه
ثم قال إن نيتك هذه
متعلقة بشخص هو الآن في مكة
فبدأ يقول هو الآن في هو الآن في وكرر هذه الجملة عدة مراة
ثم قال إن نيتك
متعلقة برجل يدور العالم تحت إمرته
ثم قال للمرة الثالثة
إن نيتك تتعلق بصاحب العصر و الزمان
فوقف أخي متحيرا
إذ أننا لم نفصح من قبل بشيء عن ما أضمرناه
فأصررنا على ذلك السيد أن يعلمنا هذا العلم
فقال أنتما ولدا الآخوند
و هذا العلم مصحوب بفقرٍ خاص
و يجعل من صاحبه فقيرا جدا
و أنتما لا تتحملان ذلك
قال ذلك ثم مشى
ذهبنا بعدها إلى الآخوند و سردنا له ما جرى علينا
فوقف الآخوند مع كل عظمته متحيرا
من ذلك الشخص؟ و ما هو ذلك الشيء؟
ثم بحثنا بعد ذلك عنه كثيرا لكن دون جدوى
إن كان صاحب العصر و الزمان هكذا
فأين نحن منه؟
علينا أن نعد عذرا لذلك
عندما تقرأ ذلك القرآن
و تهدي ثوابها له
لا شك أنه سينالك شيئا من فيضه و عنايته
لأنه لم يكن متعلقاً بشيءٍ غير القرآن الكريم
فالقرآن ثمرة قلبه
بل و نور عينه أيضا هو القرآن
عندما تقوم أنت بتلاوة القرآن و تهدي ثوابها له
ثم يرى ما فعلته في عصر الجمعة
عندما يعرض دفتر عملك أمامه
و يرى أنك قرأت له في كل يوم من الأسبوع
جزءا من القرآن الكريم
بم سيكافؤك؟
فكروا بذلك بأنفسكم
و ماذا لو اسمتر عملك هذا لسنة كاملة
في ليلة القدر
عندما يقومون بعرض صحيفة أعمالنا أمامه
تنزّلُ الْملائِكةُ والرُّوحُ
فِيها بِإِذْنِ ربِّهِمْ مِنْ كُلِّ أمْرٍ
كل لفظ موضوع للعموم
و مطلق الأمر أن كل صحيفة يجب أن تمضى عنده
فعندما يرى أنه مكتوب في كتاب عملك
أنك فعلت هكذا لمدة سنة كاملة
هو أعرف حينها بم سيكافؤك
قوموا بهذا الفعل
ثم ذكروا الناس هنالك بهذا
و ليفعل ذلك كل من يعرف القراءة
و أما من لا يستطيع ذلك
فليقرأ كل صباح إحدى عشرة مرة
سورة التوحيد
و إحدى عشر مرة مساءا قبل النوم
و ليقرأها ما يستطيع
خلال اليوم
ثم يهديها لصاحب الزمان
يجب أن تسعوا أن تكون كل تلك المناطق وطوال السنة
مأنوسة دوما بالصلاة و بالقرآن
و بصاحب العصر و الزمان
هذا هو طريق التبليغ يجب أن تكون هذه الطريقة عملية
اسعوا أن تقرأوا زيارة سلام على آل ياسين
قبل الصعود إلى المنبر
إما أن تقرؤوها أنتم أو أي شخص آخر
و لا يحتاج أن تقرؤوا أدعيته الطويلة
تكفي هذه الزيارة حتى لا يطول الوقت
فالإمام قال
فمتى أردتم التوجه إلى الله عزّ وجل
فإن ذلك يكون عن طريقنا وبوسيلتنا وهذه هي الطريقة
عندما تقرأ تلك الزيارة
سينظر الإمام إلى ذلك المجلس
فيصبح كلامي و كلامك ذا تأثير
و اختموا مجالسكم بالدعاء له
خلاصة الأمر أن اسعوا
في تلك الليالي أو في تلك الأيام
أن يتعرف الناس على المعصومين الأربعة عشر
فتذكروا لهم في كل ليلة
فضائل أحد الأئمة
حتى إذا أردتم الرجوع
يكون الناس على علم بالإمام علي النقي -مثلا-
إنه تقصيرنا
وقصورنا الذي ارتكبناه
و خلاصته أنه يجب أن نغتنم هذه الفرص
و أن لا ننسى هذه الأمور
يجب أن تقدروا هذه النعم
إذ رزقكم الله هذا التوفيق
حفظ أيتام آل محمد أمر في غاية الأهمية
و خصوصا في هذا الزمان و على الدوام
نعم إن مثل هذه الأمور تظهر آثارها حين الموت
فإذا استطعت يوما أن تهدي شخصا
و لم تستغل تلك الفرصة فستتحسر عند الممات
وإنني كلما تذكرت هذا أبقى متحيرا حيال ذلك
كم سيكون أجرك عند الله عز و جل
إذا استطعت أن تهدي شخصا
ضل عن صاحب العصر و الزمان؟
و كم سيكون أجرك إذا استطعت أن تجعل مذنبا يقلع عن ذنوبه؟
سيكون لك من الأجر ثواب مئة سنة
تصوم نهارها
و تحي ليلها بالصلاة
هذا عرض أقبل إليكم يجب أن تقدروا هذه الفرصة
اسعوا أن تطبقوا هذه الأمور الثلاثة هناك
أولا تثبيت عقائد الناس
أي أن تعرفوهم على الله و على الأئمة
بشكل لا تؤثر فيهم شبهات أهل الشبهة
هذا الأمر الأول
أما الأمر الثاني فهي الروايات الأخلاقية
خذوا معكم مواعظ كتاب البحار خذوا روضة البحار
و اقرؤوا لهم من تلك الروايات
فكلام الأئمة ذو تأثيرٍ عظيمٍ
أما الكلام الذي هو من صنعي أنا وأنت فلا يؤثر شيئاً
يجب أن يكون الكلام كلام الإمام الخامس و كلام الإمام السادس
ولكن عبر ألسنتنا
الأمر الثالث هو أن لا تغفلوا عن الأحكام الشرعية
بحيث تنتخبوا في كل منطقة
من الأفرادا الأذكياء من تلك المنطقة
و تعلمونهم بعض المسائل
حتى إذا رجعتم
و حدثت مسألة ما هناك يجدوا لحلها طريقا
العقائد و الأخلاق والأحكام هذه هي مواضيع مجالسكم
و سيكون عملكم هذا في هذه الأيام
بالتوسل بسيد الشهداء
حلا لمشكلاتكم و مشكلات هؤلاء الناس
إذا فإنكم تستطيعون أن ترجعوا من سفركم
و قد بنيتم آخرتكم إلى الأبد وذلك بالكيفية التي مرت
و أما المطلب الأخير فهو أنه يجب أن تعطوا لقضية عاشوراء
أكبر الأهمية
فلا يوسوسن أحدهم للناس و يقول لهم
ما فائدة هذه الضجة و ما فائدة هذا الحزن بعد ۱۴۰۰ سنة
يجب أن يعرف الناس
أن عظمة و هول تلك الواقعة وصلت إلى حد
أقر بها كل المخافين
أنه عندما رفع رأس الحسين على ذلك الرمح
كان الدم يفور
تحت كل حجر في كل نقطة من الأرض
لقد كانت واقعة مفجعة
فما هي دموعنا؟
فعندما تبكي الجمادات دما له؟
فكان يلزم أن يكون البشر أمام تلك الواقعة
هذه القضية هي عصارة عالم الإمكان
إن الأمر ليس بهذه البساطة
من هو الإمام الحسين؟
ستعرف الحسين
إذا فهمت معنى المباهلة
فقُلْ تعالوْا ندْعُ أبْناءنا وأبْناءكُمْ
ونِساءنا ونِساءكُمْ
وأنْفُسنا وأنْفُسكُمْ ثُمّ نبْتهِلْ
نستنتج من هذه الحادثة
أن دعاء خاتم النبيين و دعاء أمير المؤمنين
و دعاء الصديقة الكبرى و دعاء الإمام المجتبى
يجب أن يختم بنفس خامس أهل الكساء
فيتم الأمر عند قوله آمين
هذا هو الإمام الحسين
و شخص حاز على هذه الدرجة عند الله
مجرد عن الوصف والبيان
بل لا يمكن البيان أصلا
عندما يقول الإمام الثامن
الإمام الذي يجب أن يفدي جميع العلماء
من الشيخ الطوسي إلى الشيخ الأنصاري
رمشة عين من رموشه
قال هذا العظيم إن يوم الحسين أقرح جفوننا
لقد بكى إمامنا
حتى جرح جفن عينه
هذه هي قضية الحسين
ثم بعد ذلك تطلق دعاوى من هنا وهناك
على الناس أن لا يصغوا لهؤلاء
يجب أن تكبر المجالس
و يعلو منها النحيب و يعلو الصراخ
و يعلو العويل
لهذه المصيبة الكبرى
لقد كانت زينب الكبرى من تلك النساء اللاطمات الوجوه
و هكذا الناس يتأسون بهم و يلطمون على صدورهم
نعم، والخلاصة
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن
صلواتك عليه و على آبائه
في هذه الساعة و في كل ساعة
وليا و حافظا و قائدا و ناصرا
و دليلا و عينا حتى تسكنه
أرضك طوعا و تمتعه فيها طويلا
و أصلح كل فاسد من أمور المسلمين