و للإسلام ارتباط بسيد الشهداء و بأيام عاشوراء
و الشعائر الحسينية هي التي
ذكرناها في الأربعين بدون زيادة أو نقصان
إن الجدال في أمر الشعائر الحسينية
خيانة للإسلام
لأن الإسلام قائم على عاشوراء الحسين
و عاشوراء قائمة على هذه الشعائر
۱۳۸۷-۲-۲۹
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين
سيما بقية الله في الأرضين
و اللعن على أعدائهم إلى يوم الدين
نحن على أبواب الفاطمية
و للإسلام ارتباط بسيد الشهداء و بأيام عاشوراء
و الشعائر الحسينية هي التي
ذكرناها في الأربعين بدون زيادة أو نقصان
إن الجدال في أمر الشعائر الحسينية
خيانة للإسلام
لأن الإسلام قائم على عاشوراء الحسين
و عاشوراء قائمة على هذه الشعائر
اما بالنسبة للایام الفاطمیة
فكما أن الإسلام و النبي الخاتم
مرتبطون بسيد الشهداء عليه السلام
فالمذهب و أمير المؤمنين مرتبطون بالصديقة الكبرى أيضا
فتضعيف أمر الشعائر الفاطمية
خيانة للمذهب
و جريمة بحق أمير المؤمنين
و بما أن أكثركم فی هذا البحث
من نخبة فضلاء قم
و قد اجمعتم هنا من مختلف الدول
و المدن الإيرانية
فأنه من الناحية العقلية و العلمية
وليس من الناحية العاطفية
يجب عليكم فهم عظمة الفاطمية
و نقلها إلى بلدانكم
فكل شخص يؤمن بهذا المذهب الحق
و بذلك الذي كانت به خاتمة النبوة
و جميع المرسلين
و اكتمل به دين الله
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ
وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعْمَتي
ورَضيتُ لَكُمُ الإْسْلامَ دينا
الشخص الذي به كمال الدين
و تمام النعمة
و الإسلام المرضي عند الله متعلق به
عليه أن يعرف أنه هو الآخر مرتبط بفاطمة الزهراء عليها السلام
إن لهذا المطلب أهمية كبرى
لقد نقلت العامة من أعيانهم
و الخاصة من نخبة علمائهم
هذه الرواية
التي يجب أن نتأمل في متنها
إنها ترجع إلى جابر ابن عبد الله الأنصاري
لقد نقل أعيان علماء العامة حتى الزمخشري
و رجال الشيعة كالشيخ الصدوق هذه الرواية :
- قال جابر بن عبد الله
سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله
يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام قبل موته بثلاث -
لقد أوصى النبي بهذه الكلمات قبل وفاته بثلاثة أيام
فليتأمل أهل الدقة و النظر في هذا التعبير
- سلام عليك يا أبا الريحانتين
أوصيك بريحانتي من الدنيا -
إن ما يحير العقول هي هذه الجملة
- فَعَن قَليلٍ يَنهَدُّ رُكنَاك
وَ اللهُ خَليفتي عليك -ب
لقد أخبره بأن ركنيه سينهدمان عن قليل
و أن الله خليفته عليه
لأن إخبار أمير المؤمنين بهذه المصيبة كان قاصما للظهر
فكانت الجملة الثانية مواساة له عندما قال الله خليفتي عليك
- فلمَّا قُبضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله
قَالَ عَليٌّ عليه السلام
هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله عنهما
فلما ماتت فاطمة عليها السلام
قال علي عليه السلام
هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلى الله عليه و آله –
و لا يسعنا شرح هذا الحديث في هذا الوقت القصير
لكن بما أنكم وصلتم في هذا البحث إلى مراحل عالية من العلم
سنقوم بالإشارة لتتأملوا بأنفسكم فيما بعد بأنفسم
ما هو معنى الركن ؟
كل جزء واجب قيدا و تقيدا
داخل في الواجب و يجب الإتيان به
إذ ينتفي الكل بانتفاء الجزء بالضرورة
هذه هي خاصية الجزئية
إذن انتفاء الجزء
مصحوب بانتفاء الكل
لكن ما هو الفرق بين الجزء و الركن ؟
الفرق هنا :
إن للجزء بدلا
يحل محل المبدَل عنه
لذلك إذا فاتت سورة في الصلاة
فإن الصلاة الفاقدة للسورة تصبح بدلا تنزيليا عن الصلاة الواجدة
فلا يعيد المكلف صلاته بحكم قاعدة لا تعاد
أما إذا أردنا التكلم عن الركن
فإنه يتميز بأنه
لا بدل له
فينتفي الكل بانتفاءه نهائيا
و لا بديل هنالك لما فات
فعقد المستثنى و المستثنى منه في حديث لا تعاد*
يبين حقيقة معنى الركن
عندما يكون هذا هو معنى الركن
إذا يجب أن ننظر من هو ذلك الشخص
الذي يستند إلى هذا الركن ؟
فإذا لم يعرف الشخض لم يعرف ركنه
و نحن إذا أردنا معرفة فاطمة الزهراء
و إحياء الفاطمية بالمقدار الميسور
المقدور عليه – بما يتناسب و شأننا - و شأنها أعلى من ذلك
يجب أن توضح حقيقة الركنية في الصديقة الكبرى
لكن هذه المسألة العويصة
وهذه الحكمة العالية
لا تدرك بهذه السهولة
يجب أن ننظر إلى قول إمامنا السادس لنعرف ذلك
فهذا ليس مكانا لكلام الحكماء
و الفلاسفة و لطرح كلام الفقهاء
يجب أن ننظر إلى كلام رأس المذهب و عميده
لسان الله الناطق
الذي سمي عند أهل السماء بالصادق
أنه ماذا يقول في هذا المضمار ؟
عندما وقف مقابل قبر أمير المؤمنين
و زار ذلك الإمام العظيم
لقد تضمنت الزيارة ثلاثة أقسام :
صلواتٍ
وسلاما
و شهادةَ
يجب أن ننظر في كيفية صلواته أولا
وفي كيفية سلامه ثانيا
و في كيفية شهاته ثالثا
تصفحوا إحدى كتب الشهادات
لتعرفوا معنى هذه الشهادة من شخص كهذا الشخص
لكن سنشير في هذا البحث
إلى مقاطع من تلك الأقسام
اللَّهمَّ صلّ
هذا بيان جعفر بن محمد
الذي يجب على جميع الفقهاء و الحكماء أن يتأملوا
و ينظروا إلى كلامه جملة بجملة
اللهم صلّ على أمير المؤمنين
عبدك المرتضى
و أمينك الأوفى
و عروتك الوثقى
تأملوا في المضاف في هذه الجمل
و المضاف إليه فيها أيضا
ثم انظروا ما في هذه الإضافة من عظمة
و عروتك الوثقى
و يدك العليا
و جنبك الأعلى
و كلمتك الحسنى
و حجتك على الورى
و صديقك الأكبر
و سيد الأوصياء
و ركن الأولياء
و عماد الأصفياء
هذا القسم الأول
القسم الثاني
السلام
كان ذلك أنموذجا من صلواته
و هذا سلامه :
السّلام على إسم الله الرضيّ
و وجهه المضيء
و جنبه القوي
السلام على نور الأنوار
و سليل الأطهار
و عناصر الأخيار
هذا أنموذج من سلامه
أما شهادته فعظيمة
و أي شهادة هي تلك
شهادة جعفر بن محمد :
و أشهدُ أنّك جنبُ الله
شهد للإمام بأنه جنب الله
هذه الكلمة إشارة إلى تلك الآية أن تقول نفسٌ
ذلك اليوم الذي
ينادي فيه الأنبياء وا نفساه
و تقول فيه الأنفسٌ يا حسرتا
لماذا الحسرة آنذاك ؟
الحسرة هي على ما فرطوا في جنب الله
أشهد أنك جنب الله
فتتحسر في ذلك اليوم كل نفس
على التفريط و التقصير الذي حصل منها تجاهك
أشهد أنك باب الله
يعني أن باب ذلك البيت منحصر بك
أشهد أنك حبيب الله
و في الختام أشهد أنك وجه الله
كلُّ مَن عَلَيها فَانٍ وَ يَبقَى وَجهُ رَبّكَ
إن شخصا كهذا و معجزة مثل هذه
حيث العقل و العلم و الإدراك و الفكر يرجع خائبا خاسرا
جميع المشاعر تنبع من نور عظمته
و قد بينت هذه الكلمات نموذجا عن تلك الصفات
عندها يكون مثل هذا
ركن وجوده و سنده
و عماده فاطمة الزهراء
يجب علينا أن نفهم من هذا المنطلق حقيقة الزهراء
أين من عرفها ؟
هناك جملة أخرى ذكرها الإمام
لقد قال :
سيّد الأوصيَاء و رُكنُ الأَولياء
من هو أمير المؤمنين ؟
ركن الأولياء
و من هم الأولياء
الذي هو ركنهم ؟
يجب أن تدركوا هذه الأمور و تفهموها جيدا
الأولياء هم من ذكرهم القرآن :
ألا إنَّ أَولياءَ الله لا خَوفٌ عَليهم وَ لَا هُم يَحزَنُون
إن جميع البشر بدون استثناء مبتلون بآفتين
الأولى هي الخوف و الثانية الحزن
الخوف ممّ ؟
أن لا أخسر ما أملك
و الحزن ممّ ؟
من التفكير في الوصول إلى ما لا أملك
إن جميع البشر مبتلون بهذين الأمرين الحزن و الخوف
فكيف بأشخاص وصلوا إلى مقام
لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ؟ من هم هؤلاء ؟!
هذا ما أتى في القرآن
أما تفسير معنى الأولياء
فقد بينه مفسر القرآن و خاتم الأنبياء :
- إن أولياء الله أشخاص –
نظروا فكان نظرهم عبرة
سكتوا فكان سكوتهم ذكرا
نطقوا فكان نطقهم حكمة
مشوا بين الناس فكان مشيهم بركة
نظروا فكان نظرهم عبرة
سكتوا فكان سكوتهم ذكرا
نطقوا فكان نطقهم حكمة
مشوا بين الناس فكان مشيهم بركة
- و لولا الآجال التي كتبها الله لهم –
لم تقرَّ أَرواحهم في أبدانهم طرفة عين
شوقا إلى الصَّواب و خَوفا من العقاب
أين نجد هذا الإكسير الأحمر ؟
إن ركن جميع هؤلاء من الأولين و الآخرين هو أمير المؤمنين
حينها علينا أن نعرف من هو ركن
هذا الرجل الذي هو ركن لجميع أولياء الله عز و جل
إن ركنه فاطمة الزهراء
و هنا نتساءل من الذي يعرف الصديقة الكبرى ؟
من الذي يعرف مقام الزهراء ؟
إنه بناء عال
و مقام حصين لدرجة
أنه لا يعرف مقام الزهراء
حتى في عالم البقاء
سئل الإمام السادس عليه السلام
لماذا سميت فاطمة بالزهراء ؟
فأجاب :
لأن الله عز و جل بنا لها قصرا
لا يتصل من الأعلى بشيء
و لا يستند إلى عمود من الأسفل
قصر معلق بقدرة من الله عز و جل
إن لهذا القصر ألف باب
و لكل باب ألف ملك
و يبعد هذا القصر عن أهل الجنة
مسافة الكوكب الدري
عن أهل الأرض
هكذا يرى أهل الجنة قصرها
هذا هو سر اسم الزهراء
إنها جوهرة
و إنها النجمة المضيئة لجميع أهل الجنة
ثم رحلت هذه العظيمة من هذه الدنيا
لكن بأي حال رحلت ؟
فإذا أراد أحدكم معرفة ذلك
فهذ مثال لذلك
قال : يا رسول الله ! لقد استرجعت الوديعة
و أخذت الرهينة
و أخلست الزهراء
من الذي يسترد الأمانة الأمانة ؟
إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَْمانات إلى أَهْلها
لقد كانت وديعة رسول الله عنده
لكن لم يقل لع أرجعتها
قال يا رسول الله ! استرجعت الوديعة !
إن الجواب في هذه الصيغ المجهولة
و أخذت الرهينة
أما الجملة التالية فقاصمة للظهر
قال : و أخلست الزهراء
فإن الزهراء قد سُلبت
هل كسر شيء من بدنك يوما ؟
ما هو حالك إذا كسر عظم إصبعك ؟
و ماذا لو كسر ضلع من أضلاعك ؟
حينها لا يستطيع الإنسان التنفس
خمسٌ و تسعون يوما
لقد كسر الضلع بعد وفات النبي بثلاثة أيام
تسعون يوما تسعون يوما
كانت تخرج روحها في كل زفرة من زفراتها
هذا ليس موتا فحسب
إنه موت في كل نفس تتنفسه
لقد كتب السني و الشيعي
كيف خرجت الزهراء
إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وآله
خرجت في ذلك الحال
تمشي مشية رسول الله
لكن عندما ردها لرسول الله كان كالخيال
لم يكن جسدا بل كان شبيها به
قال : يا رسول الله ! فاسخبرها الحال
استخبرها أنت
و اسألها أنت عن حالها
لقد أراد القول يا رسول الله !
حتى أنا لم تخبرني بما حصل لها
فاسألها أنت بما جرى عليها
ستنبّئك ابنتُكَ
تمعنوا في هذه الجملة
و أددوا حق الفاطمية
أيها الشعب الإيراني
أيها المدينون للرسول المبعوث
سواء السني أم الشيعي عليه أداء أجر الرسالة
قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْه أَجْرا إلاَّ الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى
و لتقوموا بذلك
يجب عليكم في اليوم الثالث من جمادى الثانية
أن تظهروا المودة
لأقرب الناس لرسول الله
يج بأن يكون نداء كل الناس : يا زهراء
و من أجل تلك الجنازة التي شيعت
و دفنت في منتصف الليل بتلك الحالة
يجب أن يقدم في ذلك اليوم
من في قلبه حب لعلي ابن أبي طالب ما يستطيع القيام به
هذه هي الوظيفة في إقامة الشعائر الفاطمية
إن تضعيف الشعائر الفاطمية هو تضعيف للمذهب
و الاستخفاف بشهادة الصديقة الكبرى
استخفاف بأمير المؤمنين عليه السلام
فالتقصير في في هذا المجال تقصير بحق خاتم الأنبياء
و خاتمة الكلام
هي إن صاحب العصر و الزمان
ينتظر منكم أن تقدموا جهدكم لبيان عظمة مصيبة ذلك المتن المتورم
و ذلك الضلع المكسور
و ذلك القبر الخفي
و تلك الجنازة المدفونة في منتصف الليل
افعلوا ما تستطيعون القيام به
