• الموقع الرسمي لمکتب سماحة آیة الله العظمي الوحيد الخراساني

    النصف من شعبان يومٌ لا يقبل الفهم والإدراك
    إننا نستمع إلى مطالب ومسائل يكون فهمها
    خارج نطاق إدراكنا.
    من هو إمام الزمان؟ هذا سؤال.
    ما هو القرآن؟ هذا سؤال آخر.


    محاضرة حضرة آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني بمناسبة النصف من شعبان
    النصف من شعبان يومٌ لا يقبل الفهم والإدراك
    إننا نستمع إلى مطالب ومسائل يكون فهمها
    خارج نطاق إدراكنا.
    من هو إمام الزمان؟ هذا سؤال.
    ما هو القرآن؟ هذا سؤال آخر.

    محاضرة حضرة آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني بمناسبة النصف من شعبان
    الجمعة ۲۵/۵/۱۳۸۷ ش ـ ۱۳/۸/۱۴۲۹ ق
    بسم الله الرحمن الرحيم
    النصف من شعبان يومٌ لا يقبل الفهم والإدراك
    إننا نستمع إلى مطالب ومسائل يكون فهمها
    خارج نطاق إدراكنا.
    من هو إمام الزمان؟ هذا سؤال.
    ما هو القرآن؟ هذا سؤال آخر.
    أما ما هو القرآن؟
    فالأشخاص الذين هم أهل القرآن يعلمون
    أن في مابين الدفتين، أي بين الجلدين
    كل ما أنزله الله على مائة وأربعة وعشرين ألف نبيٍّ
    كله في هذا الكتاب
    إن إدراك هذا الأمر وفهمه وتعقله يبهت العقل ويحيره
    بمعنى أن ما كان لدى آدم عليه السلام
    وما أعطاه الله تعالى نوح عليه السلام
    وما أفاضه الله على إبراهيم الخليل عليه السلام
    وما أتحف الله تعالى به موسى بن عمران عليه السلام
    وما وهبه لعيسى عليه السلام
    وما أعطاه لشخص العالم الأول وعقل الكل
    كل ذلك في هذا الكتاب!
    أوله (بسم الله الرحمن الرحيم) من سورة الحمد
    وآخره سورة الناس
    هذا هو القرآن
    ولابد أن يؤدي كل شخص واجبه تجاه القرآن الكريم
    الواجب تجاه القرآن كلمتان
    خلاصة الأمر هاتين الكلمتين:
    أولاهما قراءة القرآن، هذه هي الكلمة الأولى
    والكلمة الثانية هي العمل بالقرآن
    أما قرآءة القرآن:
    فكل ماهو موجود مبثوث في كلمات أهل البيت عليهم السلام .
    والعلم ليس إلا في القرآن الكريم ورواياتِ أهل البيت عليهم السلام.
    وكل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.
    جاء في الرواية الصحيحة التامة السند
    أن حجة الله تعالى قال: كل شيءٍ ...
    كلمة (كل) لفظ موضوع للعموم
    «لم يخرج من هذا البيت فهو باطل»؛
    كل شيءٍ من هذا البيت ـ أي بيت أهل البيت، البيت الذي ذكر في قوله تعالى:
    «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
    ويطهركم تطهيرا»،
    كل ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.
    ولكن ما هو الذي صدر وخرج من هذا البيت؟
    إننا سنذكر خلاصته.
    من اليوم فصاعدا، جميعكم اعملوا وفق هذا المنهج:
    قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لولده محمد بن الحنفية:
    هذا القرآن عهد الله تعالى.
    عهد بين الله تعالى وعباده.
    الوصية التي تكون من أبٍ كأمير المؤمنين عليه السلام
    لولد كمحمد بن الحنفية
    لا بد أن تُدرك بعمق ودقة!
    قال: هذا الكتاب عهد الله تعالى
    فاسعَ ألا يمرّ عليك يوم
    إلا وتجدد فيه الصلة مع عهد الله تعالى.
    لقد بيّن الإمام الحدّ الأقل
    وليس ثمة حدّ أكثر... لماذا؟
    لأن القرآن نور.
    فكل آية تضاف تكون نورا على نور.
    قال عليه السلام: فلا تقرأنّ أقلّ من خمسين آية في يومك
    الحد الأقل أن تقرأ خمسين آية في اليوم
    هذه الجملة كافية شافية:
    لو أن شخصاً قرأ كل يوم خمسين آية، فما الذي سيحدث؟؟
    كلام الأمير، أمير الكلام !!
    إننا لم نفهم من هو علي بن أبي طالب عليه السلام!!
    «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها»!
    إنه يدرك أنّ
    الجواهر كلها في تلك الخمسين آية!
    المبدأ والمعاد والأخلاق والأحكام.
    فلو أن شخصاً حاز هذا القدرمن التوفيق،
    وقرأ كل يوم خمسين آية، ولكن كيف يقرأ ؟
    للقراءة طريق أيضاً !
    «أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها»
    فلابد أن تكون القراءة توأماً مع التدبر
    فلو أن شخصاً قرأ كلّ يوم خمسين آية بهذه الكيفية
    فستصبح روحه إكسيراً أحمر بعد أربعين يوماً !!
    لكن المؤسّف هو أنّ عمرنا قد مضى
    وكما يجب
    لم نستفد من العمر!
    ابدؤوا من اليوم
    ولا تكن القراءة أقل من خمسين آية في اليوم، وكلما زاد فهو أفضل
    لكن المسألة هي أن:
    العمل، تارة ً يكون عملي أنا
    وهذا لا قيمة له
    على الإنسان أن لا يغترَّ بنفسه
    أنا نفسي أية قيمة لي؟! وما هو وزني ؟!
    من الرأس إلى أخمص القدمين قصور! من الرأس إلى أخمص القدمين تقصير!
    و لذا لزم أن نعثر على الطريق.
    مرة تكون قراءة القرآن قراءتي [فلا قيمة لها]
    إذا عمل عقل الانسان، فإنه يقلب الأوضاع و يغيّرها
    فلو أنكم أنجزتم هذا العمل فإنكم تقلبون الأوضاع:
    ذلك القرآن الذي تتلونه ـ مع الحد الأقل لتلاوته،
    وحدّه الأكثر أن كل مازاد فهو أفضل
    اجعلوه كلّه هدية لوليِّ العصر وإمام الزمان.
    فإذا أهديتموه إليه
    فسوف يخرج العمل عن الانتساب لي ولك
    ويكون انتسابه له عجل الله تعالى فرجه
    بمعنى أنه لو كان العمل عملي
    فهل يا ترى سيقبل أم لا يقبل؟
    هذا العمل فيه ألف إشكال
    أما إذا تلوت القرآن
    وأهديته لإمام الزمان عليه السلام،
    فسوف لن يقدر أيُّ ملك على ردّه وعدم قبوله.
    بل يلزم أن ترتقي لتصل إلى العرش الأعلى
    هذا هو البرنامج الأول، وابدأوا بالعمل به من هذا اليوم
    حاولوا أن تبلغوا الحدّ الأكثر
    اسعوا أن تقرؤوا أكبر مقدار من كتاب الله
    هدية ً لصاحب العصر والزمان عليه السلام.
    وأما من هو إمام الزمان عليه السلام؟
    لا يمكن أن يبيّن أية جوهرة هو!
    هنالك رواية .. اقرؤوا هذه الرواية إلى آخرها (كناية عن تلقي المطلب واستيعابه)
    وتلك الرواية هي التي ينقلها الشيخ الصدوق عن الإمام الرابع زين العابدين عليه السلام.
    هذا هو نصّ الرواية:
    الشخص الذي في زمان غيبته ...)
    من هنا يفهم أنه
    إذا كان الأشخاص الذين يعيشون في عصر غيبته عليه السلام
    هذا حدّهم ومرتبتهم
    فماذا سيكون حدّه ومرتبته هو عليه السلام؟!
    من هذه الرواية لابدّ أن يفهم انتهاء الأمر من ابتداء الأمر
    أنا نفسي متحيّرٌ في ذلك
    هذه الرواية رواية
    ينقلها شيخ المحدثين محمد بن علي بن بابويه الصدوق بنفسه، وهو على تلك المنزلة العظيمة!
    وينقل هذه الرواية في كتاب
    كـُتب بأمر إمام الزمان عليه السلام
    والرواية هي:
    الأشخاص الذين في زمن غيبته،
    يموتون على ولايته،
    ثواب كل واحد من هؤلاء يعادل ثواب ألف شهيد
    من شهداء بدر وأحد.
    هذه هي منزلة الأشخاص الذين
    يثبتون على ولايته في عصر غيبته
    فما هي منزلة نفس إمام الزمان ؟!
    أولاً ما هو سرّ هذا الحديث؟
    إن الحساب في غاية الدقة في الميزان الإلهي
    «وكلّ شيء عنده بمقدار»،
    والسماء رفعها ووضع الميزان»،
    «ونضع الموازين القسط».
    الميزان الإلهي يُراعي أدقَّ معايير الحساب.
    سرّ كلّ هذه العظمة هو أنّ
    حفظ الدين في آخر الزمان أمر في غاية الصعوبة.
    فليست المشكلة واحدة أو اثنتين ..!
    إذ هنالك نوع من المشكلات للخواص
    ونوع آخر من المشكلات للعوام.
    هنالك مشاكل للنساء .
    وأخرى للشباب
    فحفظ الدين في هذا الزمان ومع هذه الشدة والصعوبة
    إن الروايات التي في وصف آخر الزمان تحيّر الألباب.
    واحدة من تلكم الروايات هي :
    يبلغ الخطر في آخر الزمان حدّاً
    يخرج المرء من بيته صباحاً وهو ذو دين
    وإذا صار الليل رجع إلى بيته وهو لا دين له !!
    تبلغ الشدّة هذا الحدّ!!
    في زمان كهذا يكون حفظ الدين و
    والموت على ولاية أهل البيت عليهم السلام، سرّه:
    «والذين جاهدوا فينا …»،
    لأن هذا الزمان هو زمان الجهاد في سبيل الله.
    الصبر على الفقر، والصبر على المصيبة،
    والصبرٌ على الطاعة والصبر عن المعصية،
    تتراكم هذه الأنواع من الصبر في هذا الزمان.
    فعندما تزداد الشدة و
    تواجه تلك الشدائد،
    يبلغ الأجر هذا الحد.
    كل شخص منكم، سواء أكان رجلاً أم امرأة،
    إذا ثبتم في هذا الزمان
    على ولاية أهل البيت عليهم السلام
    وتحصّنتم بالورع والتقوى،
    سواء الرجل والمرأة، ومتم علی ذلك
    كان لكم من الاجر مايعادل أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأحد.
    هذه الرواية رواية الصدوق التي
    ينقلها عن الإمام سيد الساجدين وزين العابدين عليه السلام
    وإذا كان لأشياعه في عصر غيبته
    هذا المقام، فأيُّ مقام سيكون له؟!
    هنا تبهت العقول!
    عندما أطلّ على الدنيا في يوم النصف من شعبان
    وفي الرواية جاء أنه
    ولد في النصف من شعبان
    عندما ولد،
    تلألأ نور من هذا المولود و
    بلغ هذا النور إلى عنان السماء
    أيُّ روح هذه وأيُّ نفس تلك التي
    لهيمنة ذلك النور وتلك النفس
    سطع من هذا البدن هذا النور!
    لمسيرة النور وأشعّة النور حدٌّ
    هذا المصباح يبلغ نوره إلى هناك.
    وكذلك الشمس فلشعاعها حد.
    ولكن ذلك النور الذي سطع من وليّ العصر حين ولادته
    وصل هذا النور إلى كل الملأ الأعلى
    خلاصة الأمر أنّ في سامراء
    شمساً أشرقت في النصف من شعبان
    أضاء نورها عرش الله تعالى!
    أول جملةٍ نطق بها في حال
    كون كفّيه على الأرض هي:
    «شهد الله أنه لا إله إلا هو
    والملائكة وأولو العلم
    قائماً بالقسط
    لا إله إلا هو العزيز الحكيم».
    تلا آية الشهادة،
    ثم تمتم بهذه العبارة فقط:
    «إن الدين عند الله الإسلام».
    هنا فليتأمّل أهل الفكر.
    الذين هم أهل علم القرآن،
    أولئك يعلمون أنّ
    آية الشهادة في القرآن الكريم ما هي منزلتها!
    آية الشهادة هي هذه الآية:
    «شهد الله أنه لا إله إلا هو
    والملائكة وأولو العلم
    والملائكة وأولو العلم
    لا إله إلا الله» أسمى وأرفع كلمة.
    تلك الكيفية من الولادة
    وذلك النحو من التكلم، له شرح مفصَّل
    فإن تهيأت الفرصة
    سأتحدَّث إن شاء الله بشكل مفصلٍ
    والآن سنشير إشارة.
    إن أهم كلمة هي كلمة (لا إله إلا الله )
    ولكن في كلمة (هو) هنالك جملة من الأسرار
    شاهده سورة التوحيد:
    «قل هو»،
    أولاً شُرع بلفظ (هو)
    «قل هو الله أحد»
    أول «هو»، ثم «الله».
    لم يرد في آية الشهادة (لا إله إلا الله )
    بل في آية الشهادة (لا إله إلا هو)
    «شهد الله أنه لا إله إلا هو».
    شهادة الله أولاً
    ثم شهادة الملائكة
    وبعدها شهادة أولو العلم.
    فما هو المشهود به؟ (لا اله الا هو)
    أول جملة
    خرجت من شفتي إمام الزمان هي هذه الجملة.
    والخلاصة أن آخر كلمة
    وصل جميع الأنبياء والأولياء إليها في النهاية
    كانت هي كلمته الأولى يوم ولادته!
    هذا هو إمام الزمان!
    قال: «شهد الله أنه لا إله إلا هو
    والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط
    لا إله إلا هو العزيز الحكيم».
    ثم :«إن الدين عند الله الإسلام».
    تمَّ الأمر ولم يبق شيء.
    في قوله آية: «إن الدين عند الله الإسلام» عظمة ٌ مُبهرة ومدهشة
    إنه قال في اليوم الأول من ولادته ما سيفعله آخر حياته.
    فالذي في اليوم الأول من ولادته
    يغشى نور جبهته عرش الله تعالى
    فالآن وبعد مضي ألف وكذا من السنين [بعد ولادته]
    مع تلك الآلام التي تجرَّعها
    ومع تلك المشكلات التي واجهها...
    ليس بوسعنا أن ندرك حقيقة الأمر!
    كل معصية تصدر من شخصٍ
    تـُحزن قلبه الشريف!
    وكل بلاءٍ يحصل لشيعي
    يكدِّر قلبه
    لذا في طول هذا الزمان
    لا يعلم مصائب إمام الزمان أحدٌ إلا الله تعالى!
    تأملوا
    إنكم تذهبون إلى كربلا و
    فتقع أبصاركم على ذلك القبر المنور،
    أية حالة تنتابكم؟
    وأما هو فيقف مقابل ذلك القبر في كلّ يوم
    ويشاهد ذلك البدن المقطَّع
    فما الذي يحلُّ به؟!
    إنه ليأتي إلى مشهد،
    عندما ينظر يشاهد الإمام الرضا وهو
    يتململ كتململ السليم!
    وعندما يذهب عند قبر الصديقة الكبرى
    يرى بدنها المعذّب
    الشخص الذي نوره، في اليوم الأول
    أضاء كلَّ الملأ الاعلى،
    وبعد كل هذه الابتلاءات وكل تلك العبادات،
    فإلی أي مدی تتلألأ‌ نفسه؟
    خلاصة الكلام هي أنّ
    لله في كتابه آية:
    «وأشرقت الأرض بنور ربها».
    فسرت هذه الآية بظهور إمام الزمان.
    هذا هو نور إمام الزمان.
    فإذا كان شخص حقيقته هي هذه الحقيقة
    فإدراك مقامه خارج عن حدود إدراكنا!
    هذه هي الآية، وهذا تفسيرها.
    يقول الله تعالى:
    أشرقت الأرض بنور ربّ الأرض
    قال الإمام في تفسير هذه الآية:
    نور ربي الذي يشرق الأرض جميعها
    هو صاحب العصر والزمان عليه السلام.
    اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن
    صلواتك عليه وعلى آبائه
    في هذه الساعة وفي كل ساعة
    ولياً وحافظاً
    وقائداً وناصراً
    ودليلاً وعيناً
    حتى تسكنه أرضك طوعاً
    وتمتعه فيها طويلاً.
    اللهم صلِّ وسلِّم علی ولیك صاحب الزمان
    عدد ما في علمك
    صلاة دائمة بدوام مُلكك
    وعجِّل في فرجه
    وأصلح کل فاسد من أمور المسلمین.

    تم تسجيل الطلب بنجاح

    OK
  • الرئيسة
  • الأخبار
  • المرئيات
  • البیانات
  • التصريحات المختارة
  • مراسيم المكتب
  • الدروس
  • تفسير القرآن الكريم
  • الأحكام الشرعية
  • الفتاوى
  • سؤال فقهي
  • ارسال الإستفتاء
  • الإرشادات
  • حكايات وعبر
  • التوصيات
  • العقائدية والأخلاقية
  • المنشورات
  • المؤلفات
  • قصائد سماحته
  • سيرة حياة
  • التواصل معنا
  • المكاتب
  • الإتصال بنا